بعد 73 عامًا على تهجير قرية معلول الفلسطينية في النكبة وبناء معسكر للجيش الاسرائيلي على أجزاء من قرية معلول، بما في ذلك في المقبرة المسيحية للقرية، حقق اليوم ابن قرية معلول جاد سابا سالم (من مواليد العام 1922) الحلم الذي لطالما راوده بزيارة قبر أخيه للمرة الأولى منذ النكبة.
وقد رافق "ابو سابا" في زيارته النائب د. يوسف جبارين الّذي يتابع قضية مقبرة معلول وطالب السلطات الاسرائيلية بالسماح له ولأهل معلول بزيارة المقبرة، حيث تمت المصادقة على ذلك اليوم، برفقة علي علي الصالح رئيس جمعية تراث معلول. وجاءت الموافقة على زيارة المقبرة بعد مماطلة لعدة أشهر وبعد ان هدّد جبارين سلطات الجيش بالالتماس للمحكمة العليا.
وتحدث جاد سالم من داخل ما تبقى من مقبرة معلول التاريخية قائلًا: "لم أكن أتوقع أن الزمن سيسمح لي بزيارة قبر أخي الّذي حُرمت من زيارته على مدار عشرات السنوات، ويبقى أملي وأملنا جميعًا أن نعود وان يعود أولادنا وأحفادنا الى معلول. أشكر النائب يوسف جبارين على وقفته معي ومع اهل معلول وعلى إتاحة الفرصة لي بزيارة قبر أخي".
وقال النائب جبارين: "المشهد المؤثر واللقاء ما بين الأخ وضريح أخيه للمرة الأولى بعد 73 عامًا يؤكد على ان جرح المهجرين من ابناء شعبنا ما زال ينزف، وانه لا بديل عن العودة. الإهمال الصارخ الّذي رأيته بحق المقبرة وتدنيسها يتطلب منّا مواصلة العمل والمطالبة بصيانة المقبرة وتنظيفها وبالقيام بأعمال الترميم اللازمة، وسأتابع هذه القضايا امام السلطات".
ومن الجدير ذكره أن هذه هي الزيارة الثانية لمقبرة معلول الّتي تقعُ داخل حدود معسكر الجيش الذي يرفض السماح للأهالي بدخولها، وذلكَ بعد نضالٍ طويل خاضته سلوى قبطي حيث تسنى لها قبل عام زيارة قبر والدها الشهيد بعدَ حرمانٍ إستمر لأكثرَ من 70 عام.
[email protected]