قال المحاضر الكبير والباحث في كلية الطب بجامعة تل ابيب، د. يوسف مشهراوي، إن الواقع المؤلم الذي يحدث أمامنا اليوم هو ما توقعناه وحذرنا منه طوال الوقت وخاصة الأعداد الهائلة من المتوفين بسبب كورونا. وأضاف د. مشهراوي: "لولا وجود التطعيم لكانت أعداد الموتى مضاعفة. فنحن نعيش في دولة صغيرة نسبيا ومع تفاقم الحالة المرضية يبقى الوضع تحت السيطرة ومحاصر نوعا، ولو كانت الحدود مفتوحة أكثر لكان الوضع أسوأ بكثير".
وتابع د. مشهراوي: "أعداد المتوفين في المجتمع العربي تعتبر عالية جدا، ولكن للأسف هنالك حالة إنكار ومحاولة لإخفاء الحقيقة والتي هي واقع مؤلم. كثير من الناس يفقدون الأحباء والأقارب وتجدهم يخجلون ويرفضون البوح بأن سبب الموت هو هذا الوباء اللعين. لذلك فإن كثرة حالات الموت لم يعد لها تأثير ولم تعد تشكل رادعا للآخرين لكن لو كانت أغلبية الذين فقدوا أحباء قد أعلنوا من خلال إعلانات النعي أن سبب الوفاة هو كورونا لكان ذلك سيدخل الناس في حالة من الضغط ويجعلهم يأخذون حذرهم ويلتزمون بالتعليمات".
ويتوقع د. مشهراوي أن يكون الوضع أكثر صعوبة مع وصول "الطفرات" الجديدة من الفيروس، قائلا: "إذا كنا نعيش بين الأمل والألم فإن الأمل اليوم أصبح بعيدا مع عدم تجاوب الجمهور مع دعوات التطعيم، فالنسب منخفضة رغم كل المجهود الذي يبذل من أجل إقناع الناس بضرورة الحصول على التطعيم.. لا أعرف ماذا ننتظر"؟! وأعرب عن استغرابه من الأشخاص الذين كانوا يزعمون بأنه لا يوجد كورونا وهم أنفسهم اليوم يروجون لشائعات أن التطعيم هو سيء. يبدو أننا مجتمع لا يتعلم من دروس الماضي القريب!!".
[email protected]