أعلنت الحكومة البريطانية اكتشاف نوع متغير جديد من فيروس كورونا المستجد في بعض مناطق البلاد، وأشارت إلى التحقيقات مستمرة بشأن هذه "الطفرة" في الفيروس.

وتم التعرف على الطفرة الجديدة من الفيروس بعد زيادة في حالات الإصابة بهذا النوع المتحور، في لندن ومقاطعة كنت، الواقعة جنوب شرقي البلاد.

وبحسب الموقع،  أُطلق اسم "VUI – 202012/01" على النوع الجديد من الفيروس.

وشهد التطور الأخير للفيروس 17 طفرة على الأقل قد تؤثر على شكله الخارجي، خصوصا على النتوءات الشوكية.

ووفقا للسلطات الصحية، فإن التغير الأخير تسبب بطفرة في البروتين المكون للنتوءات المميزة لسطح فيروس كورونا، والتي تساعده على الالتصاق بالخلايا البشرية وإلحاق الضرر بها.

ومن المحتمل أن تمنح هذه الطفرة، في هذا الجزء تحديدا، الفيروس قدرة أكبر على العدوى والانتشار بسهولة أكبر بين الناس.

بلغت حصيلة المصابين بفيروس كورونا المستجد المسبب لكوفيد-19 حول العالم اليوم، الأحد، أكثر من 76 مليونا و600 ألف إصابة، وبينما أكدت منظمة الصحة العالمية ظهور السلالة الجديدة من كورونا في الدانمارك وهولندا وأستراليا، عد وزير الصحة البريطاني أن هذه السلالة خرجت عن السيطرة.

ووفقا لموقع "ورلد ميتر" (Worldometers) المتخصص برصد إحصاءات كورونا، فقد وصل عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في العالم إلى 76 مليونا و620 ألفا و721 إصابة عند الساعة 07:30 بتوقيت مكة المكرمة (04:30 بتوقيت غرينتش).

وقد بلغت أعداد المتعافين 53 مليونا و747 ألفا و168، ووصلت أعداد الوفيات مليونا و691 ألفا و772.

وفي الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضررا بالوباء، تجاوزت أعداد الإصابات 18 مليونا، بواقع 18مليونا و77 ألفا و768 إصابة، في حين سجلت أعداد الوفيات 323 ألفا و401.

لقاحات والتزام

وقد قال الجيش الأميركي إنه ملتزم بتوزيع لقاحات كورونا، التي تم ترخيصها بشكل سريع وعادل لجميع الولايات.

وذكر الجنرال رئيس عمليات فريق التوزيع في الجيش الأميركي، غوستاف بيرنا، خلال مؤتمر صحفي له، إن الجيش سيوزع قرابة 20 مليون جرعة مع نهاية العام ومطلع العام المقبل.

من جهتها قالت صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) إن عدم تعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بطريقة جادة، منذ البداية مع أزمة فيروس كورونا، تسبب في حدوث كارثة.

وأضافت في تقرير، استند على شهادات عشرات المسؤولين، أن تشكيك ترامب في العلم، وغياب الصبر تجاه تطبيق الإجراءات الوقائية، كان من أسباب الوصول للوضع الحالي، معتبرة أن تغليب السياسات الشخصية على السلامة العامة، وأسلوب الإدارة الفوضوي، جعلا الوضع يسوء.

في المقابل، شدد مؤيدون للرئيس، أنه وإدارته يستحقون أن تنسب إليهم النجاحات، التي حققتها السرعة الفائقة في عمليات إنتاج وتوزيع اللقاحات.

اعلان

وأشادوا بالإجراءات التي اتخذها في بداية الجائحة، مثل قضية أجهزة التنفس، وقرار منع السفر من وإلى الصين.

اكتشاف وإغلاق

من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إن السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد ظهرت أيضا في الدانمارك وهولندا وأستراليا، بينما أكدت بريطانيا أن هذا النوع من الفيروس خرج عن السيطرة.

يأتي ذلك بينما قال وزير الصحة البريطاني إن السلالة الجديدة من فيروس كورونا خرجت عن السيطرة، وإن هناك حاجة للسيطرة عليها من خلال التباعد الاجتماعي.

وأضاف أن أمام البلاد طريق طويلة لفهم هذه السلالة، وأنه سيكون من الصعب السيطرة عليها قبل توزيع اللقاح.

وكان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، فرض مستوى جديدا من القيود في لندن وجنوب شرقي إنجلترا؛ لمواجهة تفشي السلالة الجديدة من كورونا.

كما أكد جونسون، في مؤتمر صحفي عقب اجتماع طارئ للحكومة، أن السلالة الجديدة من الفيروس، التي اكتُشفت في المملكة المتحدة، أسرع انتشارا من السلالة الأصلية بنسبة تصل إلى 70%؛ لكن لا يُعتقد أنها أشد فتكا كما أن اللقاحات تظل فعالة.

حظر جوي

وفي هولندا، فرضت السلطات في ساعة مبكرة من صباح اليوم، الأحد، حظرا على الرحلات الجوية القادمة من بريطانيا بعد اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا.

وذكر بيان حكومي أن الحظر سيدخل على الفور حيز التنفيذ، ومن المقرر أن يستمر حتى الأول من يناير/كانون الثاني المقبل.

وأوصى المعهد الوطني الهولندي للصحة العامة والبيئة بالحد من دخول هذه السلالة من بريطانيا قدر الإمكان، وذلك عبر تقييد أو السيطرة على تحركات السفر؛ مما دفع مجلس الوزراء بالبلاد إلى تعليق السفر الجوي.

يأتي ذلك بينما شددت السلطات الأسترالية القيود في أنحاء سيدني بداية من منتصف ليل الأحد، في محاولة للقضاء على تفشي فيروس كورونا قبل عيد الميلاد.

وقالت رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز، غلاديس برجيكليان، للصحفيين صباح اليوم، الأحد، إنه تم اكتشاف 30 إصابة جديدة بفيروس كورونا في منطقة الشواطئ الشمالية في سيدني خلال الليل؛ ليرتفع العدد الإجمالي إلى 68 منذ اكتشاف العدوى الجديدة قبل 3 أيام.

وستتم مراجعة القيود يوم الأربعاء المقبل لاتخاذ قرار بشأن خطط عيد الميلاد.

وبدأت، بسبب بؤرة تفشي كورونا بالشواطئ الشمالية، إغلاقا لمدة 4 أيام بداية من مساء السبت.

وباء وتسارع

من جهتها، تجاوزت كندا، السبت، عتبة نصف مليون إصابة بفيروس كورونا المستجد، عقب أسبوع على تجاوزها عتبة 400 ألف إصابة، ما يؤشر إلى تسارع تفشي الوباء في البلاد مع اقتراب أعياد نهاية العام.

ونتيجة تسارع تفشي الوباء، أعلنت حكومة أونتاريو نهاية الأسبوع تمديد الحجر المفروض منذ نحو شهر في مركزها وجزء واسع من الإقليم حتى 4 يناير/كانون الثاني المقبل.

وأعلن رئيس حكومة كيبيك، فرانسوا ليغو، قيودا جديدة تسري غداة عيد الميلاد حتى 11 يناير/كانون الثاني، وتشمل خصوصا غلق المتاجر غير الضرورية وإلزامية العمل من المنزل.

لقاحات وحساسية

وفي سياق متصل باللقاحات، قالت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن الأشخاص الذين طوروا حساسية شديدة بعد تلقيهم الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، يجب أن يستشيروا أطباءهم قبل تلقي الجرعة الثانية.

وأضافت المراكز في بيان، أنها على علم بتسجيل حدوث حالات من الحساسية الشديدة لبعض الأشخاص، الذين تلقوا جرعة من لقاح شركة "فايزر-بيونتك" (Pfizer-BioNTech).

لكنها أوصت الأشخاص الذين لديهم حساسية غير مرتبطة بمكونات اللقاح، أو بالتطعيم عبر الحقن، أن يتلقوا اللقاح المضاد للفيروس. وأضافت أن الأشخاص الذين قد يصابون بحساسية خفيفة نتيجة التطعيم بالفيروس، يجب أن يتلقوا اللقاح.