في أواخر تشرين الاول من العام الفائت تمكن الجيش اللبناني عبر عملية وقائية واسعة في طرابلس والمنية وبعض انحاء الشمال الاخرى من تسديد ضربة قوية للتنظيمات الارهابية وخلاياها وإعادة الأمن والاستقرار الى عاصمة الشمال، الامر الذي استتبع فترة امتدت اكثر من شهرين من تراجع العمليات الارهابية في الداخل. ومساء امس عاد الارهاب ليضرب لبنان من شماله وتحديدا من منطقة بعل محسن ذات الغالبية العلوية في طرابلس عبر عملية انتحارية حملت بصمات التنظيمات الارهابية المتطرفة التي سبق لها ان نفذت عمليات مماثلة في مناطق لبنانية اخرى. إذن في اليوم العاشر من السنة الجديدة عاد لبنان الى هاجس الاستهدافات الارهابية من البوابة الداخلية باعتبار ان هذا الهاجس لم يغب اطلاقا من البوابة الحدودية الشرقية حيث تستمر ازمة العسكريين المخطوفين لدى تنظيمي "داعش" و"النصرة" تلقي بكل أوزارها على الهموم الرسمية والأمنية والعسكرية والسياسية والشعبية .
ورسمت العملية الانتحارية في جبل محسن ظلال تداعيات خطرة على الواقع الأمني اللبناني خصوصا لجهة تزامن هذه العملية مع هجمة ارهابية شرسة على فرنسا بما يخشى معه ان تكون التنظيمات الارهابية قد أدرجت لبنان مجددا الى جانب دول اخرى في اطار توسيع اطار استهدافاتها الارهابية بعدما تمكن الجيش اللبناني من اقفال كل منافذ التسلل والتحرك بين منطقة عرسال والجرود الامر الذي دفع بهذه التنظيمات الى العودة الى عمليات التفجير في الداخل . ولعل ما جعل هذا الاحتمال هو الأكثر ترجيحا انه بعد دقائق من حصول تفجير بعل محسن سرت معلومات مسربة عن مسؤولية تنظيم "داعش" عن هذا التفجير لكن جبهة النصرة سارعت الى اعلان مسؤوليتها عن تفجير "مقهى للحزب الوطني الديموقراطي النصيري ثأرا لأهل السنة في سوريا ولبنان ". كما ان وكالة "الأناضول" نقلت عن قيادي في "النصرة" ان منفذي العملية من منطقة المنكوبين هما في صفوف الجبهة وتلقيا تدريبات في منطقة القلمون السورية.
ولعل ما اثار صدمة واسعة واكبت التفجير ان الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية نشرت ليلا اسمي مواطنين لبنانيين من منطقة المنكوبين هما سمير كيال وبلال ابرهيم قالت انهما نفذا العملية الانتحارية علما ان مقهى ابو عمران لا يبعد سوى عشرات الامتار عن منطقة المنكوبين . واذ علم ان بعض الجرحى تعرفوا على هويتي الانتحاريين، قال مصدر إسلامي في طرابلس ان طه سمير كيال وبلال ابرهيم معروفان بفكرهما المتشدد وان احدهما مطلوب للعدالة .
[email protected]