عتقد أن حياة بومدين، المتهمة بالتورط في إطلاق النار في باريس، والذي أودى بحياة شرطية الخميس، بأنها لم تعد موجودة في فرنسا وفق ما ذكر مصدر قريب من سلطات الأمن الفرنسية، وقال المصدر بأن بومدين غادرت إلى تركيا "بالطبع للوصول إلى سوريا" وذلك بحدود اليوم الأول أو الثاني من شهر يناير/ كانون الثاني بحسب المصدر.
ووفقا لهذه المعلومات، فإنها في حال تأكيدها، ستكون بومدين خارج فرنسا في وقت وقوع الهجوم على الشرطة يوم الخميس، والذي أدى لمقتل شرطية، وما أعقبه من احتجاز رهائن الجمعة في سوق للبقالة في شرق باريس.
وتبدو حياة بومدين لمن يعرفونها امرأة لطيفة، ترتدي النقاب بشكل دائم، وهي تمتطي في الغالب دراجة مع شريكها الرومنسي أميدي كوليبالي، في ضاحية جنوب العاصمة الفرنسية باريس.
بومدين التي تبلغ من العمر 26 عاماً، أصبحت الشغل الشاغل لأجهزة الأمن بعد مقتل كوليبالي، الذي يقال بأنه على علاقة مع الأخوين اللذين نفذا الهجوم ضد الصحيفة الفرنسية تشارلي ايبدو الأربعاء، وبعملية قتل الرهائن في سوق كوشير يوم الجمعة قبل أن تقوم الشرطة بقتله.
وقد اتهمت الشرطة في وقت مبكر بومدين وكوليبالي بالمسؤولية عن عملية قتل الشرطية يوم الخميس في ضاحية مونتروج جنوب باريس، ومع مقتل كوليبالي، والمتهمين بالهجوم على الصحيفة، شريق وسعيد كواشي الجمعة في عمليتين منفصلتين، أصبحت بومدين محط الأنظار، بصفتها مشتبها فيها ومطلوبة لصلتها بسلسة الهجمات الإرهابية.
وليس واضحا إن كانت بوميدين في المواجهة التي وقعت في السوق يوم الجمعة، وتمكنت من الفرار أثناء هورب الرهائن، وبحسب المتحدث باسم اتحاد الشرطة باسكال ديسانت، فإن أحدا لم يشهد علنا بأنها كانت موجودة هناك، ولكن ديسانت قال بأن الأخوين كواشي، وكوليبالي هما من نفس الجماعة الجهادية، كما أن المدعي العام في باريس فرانسوا مولينز أشار إلى أن بومدين، وزوجة شريق كواشي أيضاً متورطتان، قائلا بأنهما تبادلتا 500 مكالمة في عام 2014.
عاشت بومدين وكوليبالي في شقة فوق مطعم هندي لمدة 5 سنوات، طبقا لما ذكره أحد الجيران الذي رفض الإفصاح عن اسمه، وقال بأن الاثنين كانا لطيفين دائما، وكان يراهما معا بشكل مستمر وهما يركبان دراجة نارية.
صحيفة ليبراسيون الفرنسية قالت بأن والدة بومدين توفيت وهي في سن الثامنة أو التاسعة عام 1994، ووضعت مع إخوانها في دار للرعاية عندما كان والدهم يكافح لتنشئتهم، وقد تزوجت بومدين على الطريقة الشرعية من كوليبالي عام 2009، وفي السنة التالية 2010 تورط كوليبالي وشريف كواتشي في محاولة تحرير جزائري مسجون على خلفية تفجيرات المترو التي وقع عام 1995بحسب ما أفادت مصادر غربية لـ CNN. ليقضي بعدها فترة في السجن على خلفية الحادث، ولكن لم تكن هناك أدلة تدينه.
وفي صور نشرتها صحيفة ليموند الفرنسية تظهر بومدين في عام 2010، وهي ترتدي النقاب والعباءة، وتمسك بسلاح، وفي صورة أخرى تظهر وهي تصوب السلاح إلى الكاميرا، ولكن وجهها مغطى بالنقاب وتظهر عيناها فقط. ولم تتمكنCNN من تأكيد مصداقية هذه الصور، التي تظهر في إحداها أيضا وهي في وضع إطلاق النار من مسدس.
وحتى الآن ما يزال مصير حياة بومدين مجهولا، ولم يتأكد بعد بشكل قاطع إن كانت ما تزال في فرنسا هاربة من وجه العدالة، أم إنها غادرت بعد العملية، أم كانت خارج البلاد وقت وقوعها.
[email protected]