رغم مرور اثنين وسبعين عاما على المجزرة قرر السيد سراج فضل زريق تخليد ذكرى جده نعيم غنطوس زريق أحد شهداء مجزرة عيلبون ٣٠/١٠/١٩٤٨ التي راح ضحيتها اربعة عشر شابا من شبان القرية.
يقول السيد سراج إن هذه الخطوة جاءت تخليدا واحتراما لذكرى جده وروح والده الأستاذ فضل نعيم زريق الذي توفي العام الماضي في تاريخ ذكرى النكبة الفلسطينية وبهدف ترسيخ تاريخ القرية في أذهان الأجيال القادمة وأبناء العائلة.
تجدر الاشارة إلى أن الشهيد نعيم زريق استشهد شابا بجيل التاسعة والثلاثين تاركا خلفه زوجة حامل بشهرها التاسع وأربعة أولاد. وقد كان الشهيد نعيم أستاذا في مدرسة القرية الابتدائية وأحد مثقفي البلدة ورجالها المميزين. كما كان صاحب دكان للمؤن والسلع الغذائية المتوفرة في تلك الفترة من الزمان وقد تكبّد عناء الذهاب الى الناصرة أو طبريا لإحضار السلع الضروريّة.
ويضيف سراج قائلا:- إن ذكريات النكبة والتهجير كان يسمعها يوميا منذ طفولته حيث تحدث عنها والده دوما ليزرع في نفوس أولاده حب الوطن وحب عيلبون وليتذكروا جميعا هذا الحدث التاريخي المفصلي في حياة عيلبون وأبنائها، وهكذا فقد ترعرعنا ورضعنا ذكرى وذكريات المجزرة والتهجير المؤلمة بشكل يومي ودائم من خلال أبينا وأبناء جيله ممن عايشوا هذا التاريخ. مجزرة عيلبون ارتكبت بدم بارد رغم اختباء المواطنين داخل الكنيسة ورفع العلم الأبيض، تم اخراج الجميع لساحة القرية واختيار عدد من الرجال تم اعدامهم بعد طرد السكان واختيار خمسة رجال اخرين ليركبوا في سيارة جيب ليكونوا درعا واقيا للجنود في حال انفجار قنابل أو حدوث أية محاولات دفاعية.
وتجدر الاشارة الى أن أبناء عيلبون عادوا اليها من لبنان بعد ستة أشهر من التهجير في لبنان ومعاناة قاسية مريرة حيث وصلت القضية لأعلى المستويات الدولية.
هذا وقد أرفق السيد سراج قصيدة للشاعر محمود درويش محفورة على الرخام مع صورة الشهيد لتكون بمثابة مناجاة من روح والده لجدّه ومن قلبه لروح والده في اّن معاً.
لملمت جرحك يا أبي برموش أشعاري
فـَـبكت عيون الناس من حُزني .. ومن ناري
وغمست خبزي في التراب وما التمست شهامة الجارِ
للشهيد نعيم وكل شهدائنا الأبرار الرحمة، وللسيد سراج زريق كل التحيّات على هذه اللفتة الكريمة والهامّة
[email protected]