على الرغم من حالة عدم الاستقرار والوضوح التي نعيشها في البلاد، إلا أنّ الترجيحات تشير الى أنّ قرب الخروج من الإغلاق المفروض في البلاد. بحيث يُرجح أن تباشر الحكومة الاسرائيلية بتخفيف القيود بدءًا من يوم الأحد القادم 18.10.2020 في حال استمر تسجيل الانخفاض بنسب الاصابة بفيروس كورونا .
وبحسب المخطط الذي تضعه الحكومة، فإنّ الخروج من الإغلاق الثاني سيكون مختلفًا تمامًا عن الأول، بحيث سيكون تدريجيًا وبطيئًا، وسيكون الانتقال بين مراحل الخروج من الاغلاق مرتبطًا بالوصول الى أهداف وزارة الصحة والحكومة بشأن نسبة الاصابة بكورونا وليس بتواريخ محددة. والجدير ذكره أنّ وزارة المالية تفضّل وتعمل على تسريع مراحل الخروج من الاغلاق إلا أنّ وزارة الصحّة ترفض الأمر.
المرحلة الأولى
ومن المتوقع أن يؤدي الانخفاض في معدلات الاصابة بكورونا والتي تسجّلها البلاد في الأيام الأخيرة إلى تخفيف القيود بشكل كبير ولكن ليس بشكل فوريّ، بحيث يتّجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولو وزارة الصحّة للمباشرة بخطوات تخفيف القيود يوم الأحد المقبل 18 أكتوبر، وذلك في حال كان العدد اليومي للإصابات 2000 إصابة جديدة على الأكثر ومعدل الإصابة 0.8، حيث من المرتقب أنّ تفتح جميع رياض الأطفال اضافة الى أنّه سيفتح القطاع الخاص وسيسمح للمطاعم باستقبال الزبائن لاستلام الطلبيات والوجبات (تيك أوي) الى جانب الارساليات المسموحة حاليا، كما سيتم رفع قيد الـ 1000 متر عن المنزل، ومعه يتم رفع القيد عن التظاهرات. هذا، وسيتم أيضًا رفع القيود المفروضة على الاجتماعات بين أفراد الأسرة - بموجب القيود التي فرضت تحديد عدد الأشخاص حتى 10 أشخاص في مبنى مغلق.
المرحلتان الثانية والثالثة
وفي المرحلة الثانية، سيكون الهدف: العدد اليومي للإصابات 1000 إصابة جديدة على الأكثر ومعدل الإصابة 0.8، حيث من المرتقب أنّ تفتح الصفوف من أول وحتى رابع. وفي المرحلة الثالثة: العدد اليومي للإصابات 500 إصابة جديدة على الأكثر ومعدل الإصابة 0.8، حيث من المرتقب أنّ تفتح المجمّعات والمحلات التجارية.
وبعكس ما حدث في الاغلاق السابق، تركّز الاستراتيجية الجديدة هذه المرة على "أهداف المرض" (العدد اليومي للإصابات ومعدل الإصابة) بدلاً من التواريخ، بحيث من المتوقع أن يستغرق الانتقال من مرحلة إلى مرحلة في استراتيجية الخروج من الاغلاق أسبوعين، ولكن إذا لم يتم تحقيق الأهداف فقد يمتد إلى ثلاثة أسابيع.
لكن الصراع الكبير في الحكومة سيكون بين وزارة الصحّة من جهة، وزارة المالية وبعض الوزراء من جهة أخرى والذين يسعون لتوحيد المرحلتين الثانية والثالثة من الاستراتيجية.
وقال مسؤولون رفيعون في المجلس الوزاري المصغر لشؤون كورونا ("كابينيت كورونا") إنّ رئيس الحكومة الإسرائيليّة، نتنياهو، لن "يسرع في إصدار أوامر لتسهيلات في الإغلاق، بسبب الخشية من إعادة ’تفجّر’ الفيروس من جديد"، بحسب ما ذكرت القناة 13.
ومع ذلك ألمح مسؤولون إلى تسهيلات قريبة، بسبب تراجع نسب الإصابة بالفيروس. ومن هذه التسهيلات توسيع نطاق عمل المواصلات العامة بدءًا من الأحد المقبل.
ومن المقرّر أن يُعقد اجتماع لـ"كابينيت كورونا" الأسبوع المقبل، ويتوقع أن التسهيلات الجديدة ستكون مرتبطة بالأساس بالمصالح التجارية الصغيرة.
وفي وقت سابق ، قال مدير عام وزارة الصحّة الإسرائيليّة، بروفيسور حيزي ليفي، في مؤتمر صحافي، إنّ "النظام الطبي لا يواجه خطر الانهيار" بعدما أشارت المعطيات، الأسبوع الماضي، إلى امتلاء القدرة الاستيعابيّة للمشافي.
وأضاف حيزي أن الاتجاه ليس إلى "مناعة القطيع" أي إصابة أكبر عدد ممكن من الأشخاص من الفيروس لتطوير مناعة داخل الأجسام، قائلا إن هذا "مرهون بتضحيات كبيرة في الأرواح".
وشدّد ليفي على أن الخروج من الإغلاق المفروض سيكون تدريجيًا أكثر بكثير من الإغلاق السابق، بينما قالت رئيسة الخدمات الصحيّة في وزارة الصحة، شارون إلراعي برايس، "لن يتم تشغيل خطّة ’إشارة ضوئيّة’ – ’رمزور’ فور الخروج من الإغلاق.
وأضافت أن الخروج "سيستند إلى 8 مراحل، في المراحل الـ3 الأولى لن تفعّل خطة ’إشارة ضوئية’"، وعزت ذلك إلى أنه لا يمكن تفعيل الخّطة دون انخفاض معطيات المراضة، "سنتعامل مع البلاد كلها على أنها منطقة حمراء واحدة في المراحل الأولى".
وتابعت بعد 10 أيام من الإغلاق "بإمكاننا رؤية تأثيراته. هناك انخفاض تدريجي في معطيات الإصابة في البلدات الحمراء. هذا يعني أن التقييدات تساعد، لكن ما زال 40% من البلاد مصنّفًا مناطق حمراء".
[email protected]