يعد متحف موسيه دورسيه أحد أبرز المعالم السياحية في باريس، وهو يضم بعض أشهر اللوحات الفنية العارية التي ترجع إلى القرن الـ19.
ولكن عندما زارت طالبة الأدب الفرنسي، جين المتحف، وهي ترتدي فستانا بفتحة صدر منخفضة في يوم حار هذا الأسبوع، منعت، بحسب ما قالت، من الدخول.
وأبلغها مسؤولو المتحف أن "القواعد هي القواعد"، وقد سمح لها في النهاية بالدخول عندما وضعت جاكتها فوق الفستان، بحسب ما قالته.
وقد انتشرت قصتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وقدم المتحف اعتذاره عما حدث.
ووضعت جين صورتها وهي تجلس في مطعم قبل أربع ساعات من التوجه إلى المتحف مع صديقة، ووصفت كيف حملق أحد مسؤولي المتحف ثم آخر، في صدرها، دون أن يذكرا لها أي قاعدة انتهكتها.
ماذا حدث مع جين؟
بلغت درجة الحرارة الثلاثاء 26 درجة، وأرادت جين، طالبة الأدب المحبة للفن، أن تشبع رغبتها في نهاية ظهيرة ذلك اليوم الحار، بالاستمتاع بجولة في متحف موسيه دورسيه. وقالت: "لم يخطر ببالي أبدا أن فتحة صدر الفستان ستكون سببا لعدم الموافقة".
وبالرغم من أن صديقتها كانت ترتدي سترة قصيرة تظهر سرتها، فإن الانتباه - كما تقول جين - تركز على صدرها هي حتى قبل أن تعطى فرصة لإبراز تذكرة الدخول. ونقلت عن موظف التذاكر في المتحف قوله لها: "لا، لا، هذا شيء لا يمكن أن يكون محتملا، هذا غير مسموح به، هذا غير مقبول".
وهنا وصل أحد حراس المتحف ليقرأ قواعد المتحف، بحسب ما تقوله جين. وأضافت: "لم يقل أي شخص إن فتحة صدر الفستان مشكلة، ولكنهم ظلوا يبحلقون في صدري، وهم يشيرون إليّ مندهشين ويتمتمون: "ذلك"".
ورفضت جين في أول الأمر ارتداء سترة أخرى كانت معها. وقالت: "لم أرد وضع السترة لأني شعرت بالهزيمة، والإرغام، كنت خجلى. شعرت أن الجميع ينظرون إلى صدري. ولم يروا فيّ إلا صدرا، كل ما أعنيه لهم أنني امرأة حولوها إلى شيء جنسي".
اعتذار المتحف
عندما انتشرت التغريدة التي كتبتها جين على موقع تويتر، استجاب المسؤولون عن المتحف بقولهم إنهم أدركوا أن هناك "حادثة" وقعت لإحدى الزائرات.
وقال المتحف: "نأسف بشدة عما حدث، ونعتذر إلى من وقعت معه الحادثة، ونحن على اتصال بها".
وقالت جين لبي بي سي إنها راضية أن المتحف "اتصل بي شخصيا هاتفيا وأبدى تفهما شديدا، وقدم اعتذارا مخلصا". لكنها شعرت أن رد المتحف العلني على تويتر "لم يتمكن من إدراك الطبيعة العنصرية للحادثة بالنسبة إليها كامرأة".
ولا تشعر جين بأي مرارة لما حدث، وقالت إن حبها الشديد للفن سيدفعها إلى العودة إلى المتحف مرة أخرى.
وليس من الواضح أي قواعد كان يعنيها مسؤولو المتحف. وأشارت صحيفة ليبراسيون إلى قاعدتين تلمحان إلى "حشمة الملبس"، ومنع الملابس "التي يحتمل أن تزعج السلم"، لكن الصحيفة تعتقد أن المتحف أدرك أنه لم يكن للقاعدتين أي صلة بالحالة.
ويدور الحديث في المتحف، بحسب ما ذكره موقع لو باريزيان على الإنترنت، على "التحمس الشديد" للمسؤولين.
والمتحف، في نهاية المطاف، هو أحد المزارات السياحية المشهورة في العاصمة الفرنسية، ومركز اللوحات الفنية العارية، من قبيل لوحة غوستاف كوربيه "أصل العالم"، ولوحة إدوارد مانيه "أولمبيا"، ولوحة أوغوست رينوار "غران نو".
[email protected]