سيادة المطران عطا الله حنا بمناسبة بدء صوم السيدة العذراء : " ان الصوت المسيحي في بلادنا ومشرقنا سيبقى دوما صوتا مناديا بالمحبة والاخوة والعدالة "
القدس – قدم سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم التهنئة لابناء رعيتنا في القدس وفي هذه الارض المقدسة بمناسبة بدء صوم السيدة العذراء والذي يستمر حتى يوم رقاد السيدة العذراء الموافق 15 آب شرقي اي (28 آب غربي) ، ونتمنى لابناءنا صوما مقبولا وادعية مرضية كما ونصلي بشكل خاص من اجل جميع المصابين بوباء الكورونا ومن اجل ان ينقذنا الرب الاله من هذه الجائحة والتي نتمنى ان تزول من بلادنا ومن عالمنا .
المسيحيون في بلادنا وان كانوا قلة في عددهم الا انهم ليسوا اقلية وهم مطالبون بأن يكونوا ملحا وخميرة لهذه الارض ومصدر خير وبركة لهذا الشعب .
ان الصوت المسيحي في بلادنا سيبقى كما كان دوما صوتا مناديا بالمحبة والاخوة والتسامح وصوتا مدافعا عن الحق والعدالة ومناديا بأن تتحقق امنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني الذي نحن مكون اساسي من مكوناته فنحن لسنا جالية او عابري سبيل في وطننا بل نحن نفتخر بانتماءنا لهذا الوطن ولهذه القضية فهذا الشعب هو شعبنا وهذه القضية هي قضيتنا وهذه القدس هي قدسنا وهذه المقدسات هي مقدساتنا .
المسيحيون في ديارنا ليسوا جزءا من اية مناكفات سياسية او انقسامات او تصدعات في الجسد الفلسطيني ، بل انتماءهم هو لقيم ايمانهم ووطنهم وبوصلتهم هي نحو القدس ومقدساتها ، لا بل يمكننا ان نكون جسرا بين الاخوة وان نقوم بدور ايجابي في التقارب والحوار ورص الصفوف ونبذ الانقسامات والتصدعات الداخلية .
وهذا هو دور المسيحيين في هذا المشرق فلا يجوز ان يكون المسيحيون وقياداتهم الدينية جزءا من المناكفات والانقسامات السياسية وحضورنا دائما يجب ان يكون حضورا داعيا للمحبة والاخوة والوحدة الانسانية بين كافة مكونات هذا المشرق .
نرفض الطائفية وعندما أسس السيد المسيح كنيسته فهو لم يؤسس طائفة بل دعا لمحبة لا حدود لها ونادى بالاخوة والتسامح والتلاقي بين الانسان واخيه الانسان .
لسنا طائفة ولا يجوز ان ننظر الى انفسنا على اننا طائفة بل يجب ان نكون كمعلمنا دعاة خير ومحبة والفة وانحياز للمظلومين ودفاع عن الاوطان ونبذ لكافة المؤامرات والمشاريع المشبوهة التي تستهدف هذا المشرق كله كما انها تستهدف قلبه النابض فلسطين الارض المقدسة .
نقول لابناءنا في فترة الصوم افتخروا بانتماءكم لكنيستكم ولايمانكم القويم وليكن هذا الايمان مصدر خير وبركة وسلام في مجتمعنا فنحن لم نكن في يوم من الايام ولن نكون دعاة بغضاء وكراهية فالله محبة ومن آمن بالله عليه ان يحب اخيه الانسان وشريكه في الانتماء الوطني وفي الانتماء الانساني .
نحب كنيستنا ونحب وطننا وارضنا المقدسة التي منها انطلقت الرسالة المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها ، واليوم عندما اقيم القداس الالهي في اول ايام الصوم في كنيسة الجثمانية رفعت الصلاة من اجل بلادنا وشعبنا ومشرقنا ومن اجل ان تسود العدالة المغيبة في ارضنا المقدسة كما صلينا من اجل المصابين بوباء الكورونا وهنالك عدد من ابناءنا الذين يعانون من هذا الوباء وهم محجورون في منازلهم ونتمنى لهم الشفاء السريع والعاجل ، وهذا ما نتمناه لكل المصابين في بلادنا وفي مشرقنا وفي العالم بأسره .
[email protected]