أصدر المجلس الإسلامي للافتاء فتوى يحذّر فيها من إلقاء مخلفات الذبح في الأماكن العامة وفي الأماكن غير المخصصة لها ؛ وقد جاء في نصّ الفتوى : " تسعى الشريعة الاسلامية من خلال أحكامها السّامية إلى تحقيق كل ما فيه نفع للناس ودفع كل ما فيه أذى أو مفسدة . ولا يخفى على أحد بما في ترك مخلفات الذبح في الشّوارع والأماكن العامة من إيذاءٍ للناس ونشر للأوبئة والأمراض وإفسادٍ للبيئة وهو - أي إلحاق الأذى والضرر بالناس - مجمع على تحريمه لقوله صلّى الله عليه وسلّم ( لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ ) رواه الحاكم . وقد جاء في الحديث النّبوي الشّريف : "اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ" قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: "الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ فِي ظِلِّهِمْ". رواه مسلم. والتخلي يعني : قضاء الحاجة ( البول / التّغوط ) فيكون المعنى أنه لا ينبغي أن يقضي الانسان حاجته في طرق الناس وأماكن استراحتهم لما فيه من الايذاء لهم وهذا يدفعهم للعن أي لسبّ وشتم من فعل ذلك ويأخذ حكم قضاء الحاجة إلقاء النفايات والقاذورات . فالمسلم مطالبٌ بالحفاظ على النّظافة الخاصة والعامة ومن شدة حرص الاسلام على النظافة في الأماكن العامة اعتبر إماطة الأذى من الطريق صدقة وذلك لأنه تَسَبَّبَ إِلَى سَلَامَةِ مَنْ يَمُرُّ بِهِ مِنَ الْأَذَى فَكَأَنَّهُ تَصَدَّقَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ فَحَصَلَ لَهُ أَجْرُ الصَّدَقَةِ . ( انظر : فتح الباري ، لابن حجر العسقلاني، 5 / 114 ) . وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أنّ رجلاً دخل الجنة بسبب إزالة غصن من الطريق بسبب إيذائه . فإذا كان تنحية ما يؤذي الناس من طريقهم يُعتبرُ من عمل أهل الإيمان والإصلاح ؛ فلا شك أنّ القاء ما يؤذي الناس في الأماكن العامة من الإفساد المنهي عنه .
والله تعالى أعلم المجلس الإسلامي للافتاء عنهم : د . مشهور فواز رئيس المجلس السّبت 11 ذي الحجة 1441 ه / 1.8.2020 م
[email protected]