صوت اليوم مجلس الشيوخ الفرنسي على مشروع قرار يدعو الحكومة الفرنسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وسبق التصويت كلمات ألقاها عدد من أعضاء المجلس عرضت لمواقف الكتل السياسية الممثلة فيه.
وقد اجمعت الكلمات على ضرورة وجود دولة فلسطينية تعيش الى جانب اسرائيل في أمن وسلام ولكن اختلف المتحدثون حول آليات الاعتراف بهذه الدولة وحول التوقيت والجدوى من هذا القرار.
كما اجمع المتحدثون على أن تصاعد العنف في المنطقة وآخرها استشهاد الوزير الفلسطيني زياد أبو عين لن يصب في صالح استقرار المنطقة والسلام فيها وفي العالم. وأدان المتحدثون ايضاً عمليات الاستيطان الاسرائيلي المتواصلة في الاراضي الفلسطينية وأدانوا ايضاً العنف المتبادل والمسؤولة عنه مجموعات متشددة من الطرفين على حد تعبير المتحدثين.
يذكر أن مجلس الشيوخ الفرنسي تقوده غالبية يمينية يمثلها الحزب الأكبر وهو الاتحاد من أجل حركة شعبية بزعامة نيكولا ساركوزي. وبذلك تختلف موازين القوى تماماً عن تلك الموجودة في الجمعية الوطنية (البرلمان) حيث تتمتع الكتلة الاشتراكية بغالبية مريحة متحالفة مع احزاب اليسار الاخرى.
التصويت في مجلس الشيوخ تم لصالح القرار بأغلبية مئة وثلاثة وخمسين صوتاً مقابل مئة وستة وأربعين صوتوا ضد القرار وامتناع ثلاثة وعشرين عضواً، رغم الضغوطات الهائلة التي مارستها قوى مؤثرة داخل الساحة الفرنسية والتي نظمت حملات لدفع اعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي للتصويت ضد القرار وكذلك الرسائل التي مررتها اسرائيل بضرورة التصويت ضد القرار.
السفير الفلسطيني في فرنسا هائل الفاهوم حضر التصويت الى جانب سفير فلسطين لدى اليونسكو إلياس صنبر ونائب السفير الفلسطيني في اليونسكو منير انسطاس وعدد من اعضاء البعثتين في باريس واليونسكو.
الفاهوم عبر بعد التصويت عن ارتياحه معتبراً أن التصويت لصالح القرار يعطي دفعة معنوية جديدة تضاف الى تلك التي حصلت في الجمعية الوطنية لمعسكر الراغبين بسلام عادل ودائم في المنطقة وتعطي اشارات امل للشعب الفلسطيني الذي يناضل من اجل ترسيخ هويته الوطنية وترجمتها في دولة مستقلة قابلة للحياة وحرة وسيدة بعاصمتها القدس الشريف.
وتوجه السفير الفاهوم بشكره لجميع من ساهم بصنع هذا النصر المعنوي كجمعيات التضامن الفرنسية مع الشعب الفلسطيني، والاحزاب السياسية الفرنسية، والشخصيات العامة الصديقة لفلسطين في فرنسا.
الفاهوم دعا الى ترجمة القرار على ارض الواقع مؤكداً أن فلسطين ليست مشكلة بل هي الحل لمشاكل المنطقة بأسرها.
[email protected]