اجتاحت التظاهرات العارمة مدناََ أميركية، وخرجت عن نطاق السيطرة، فيما كشفت لقطات مصورة تصاعد العنف ووقوع مواجهات دموية مع الشرطة وذالك تعبيرا عن غضبهم بعد مقتل مواطن أسود خلال قيام الشرطة بتوقيفه واستخدامها العنف في ذلك.
ووجهت إلى الشرطي الأميركي الذي ركع على رقبة المواطن الأسود جورج فلويد الذي توفي لاحقا، تهمة القتل غير المتعمّد الجمعة، وفق ما أعلن مدّعون.
وكانت قد اجتاحت المظاهرات والاحتجاجات، التي تخلل العنف بعضها، عدة مدن أميركية، في أعقاب حادثة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، والتي قُتل فيها الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد، بعدما جثا ضابط أبيض بركبته على عنقه. وأفادت أنباء أنّ الحرس الوطني الأمريكي ينتشر في مينيابوليس إثر استمرار الاحتجاجات.
وأظهرت لقطات من التظاهرات، التي دخلت يومها الخامس، إحراق سيارات شرطة في مدينتي لوس أنجلوس وشيكاغو، بينما اشتبك المتظاهرون مع عناصر من شرطة نيويورك في ساحة "تايمز سكوير" الشهيرة بقلب المدينة، وتم فرض حظر التجول في ما لا يقل عن 11 مدينة.
وشهد الولايات الأمريكية مظاهرات واحتجاجات صاخبة، الجمعة والسبت، ففي نيويورك، تجمع آلاف المحتجين عند مركز باركليز، وألقت الشرطة القبض على عشرات المحتجين في المظاهرة الضخمة التي شهدتها منطقة بروكلين.
وشارك نحو 1000 شخص في احتجاج بمدينة اتلانتنا، التي شهدت أعمال عنف، حيث اندلعت النيران في وسط المدينة قرب مقر شبكة سي.إن.إن الإخبارية. وانتهك مئات المحتجين في مينيابوليس حظرا للتجول وتجمعوا في الشوارع حول مركز للشرطة أضرمت به النيران الليلة الماضية.
وفي مدينة ديترويت، انضم مئات المحتجين إلى "مسيرة ضد وحشية الشرطة" خارج مقر السلامة العامة بالمدينة ورددوا "لا عدالة لا سلام". كما اندلعت مواجهات مماثلة في دنفر، حيث تم إغلاق أحد الطرق السريعة.
وفي هيوستن ولويزفيل بولاية كنتاكي، دارت اشتباكات في الوقت الذي كان عدد من السكان يطالبون بالعدالة لبريونا تايلور وهي امرأة سوداء قتلتها الشرطة داخل شقتها في مارس. وبدورها شهدت واشنطن تظاهر مئات الأشخاص، مساء الجمعة، خارج البيت الأبيض تعبيرا عن غضبهم بعد مقتل فلويد.
وخلال تجمّعهم أمام البيت الأبيض، طالب المتظاهرون بـ"العدالة لجورج فلويد"، ملوحين بشعارات بينها "توقفوا عن قتلنا" و" حياة السود مهمة".
موقف أوباما وترامب
من جهته، اعتبر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، الجمعة، أن وفاة جورج فلويد يجب ألا تعتبر "أمرا عاديا" في الولايات المتحدة.
أما الرئيس دونالد ترامب فقد كشف الجمعة أنه تحدث إلى عائلة فلويد، وقال في البيت الأبيض "أتفهم الألم"، مضيفا "عائلة جورج لها الحق في العدالة".
وتجددت مساء الأحد احتجاجات حاشدة في عدد كبير من مدن الولايات المتحدة أشعلها مقتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقي، جورج فلويد، في مدينة مينيابوليس.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر مطلعة أن موظفي الخدمة السرية في البيت الأبيض نقلوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مخبأ تحت الأرض كان يستعمل سابقا خلال الهجمات الإرهابية.
وتعم الاحتجاجات فضلا عن مينيابوليس أكبر مدن البلاد مثل نيويورك ولوس أنجلوس وميامي وسياتل وفيلاديلفيا والعاصمة واشنطن .
وخرج عشرات المحتجين المرددين شعارات مثل "على دونالد ترامب أن يرحل" للمشاركة في مسيرة جديدة باتجاه البيت الأبيض، بينما طلبت إدارته من موظفيه عدم الذهاب للعمل اليوم لمنع تعرضهم للخطر. وأشركت 12 ولاية حتى الآن قوات من الحرس الوطني للتعامل مع الاحتجاجات التي تحولت سابقا في كثير من المدن إلى اضطرابات وأعمال شغب.
وقررت سلطات 20 مدينة على الأقل في أنحاء مختلفة من البلاد فرض حظر تجول في ساعات المساء والليل للتقليل من وتيرة المظاهرات، التي تشهد مشاركة شعبية واسعة وتأتي تزامنا مع استمرار جائحة فيروس كورونا، التي قتلت أكثر من 100 ألف شخص في البلاد وأسفرت عن معدلات غير مسبوقة للبطالة منذ زمن الكساد الكبير.وتسعى إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى تحميل أنصار القوى اليسارية المسؤولية عن أعمال الشغب، وأعلن الأحد أن الولايات المتحدة تنوي تصنيف حركة "أنتيفا" المناهضة للفاشية، والتي يشارك أتباع لها في المظاهرات، تنظيما إرهابيا.
كما دعا ترامب الرؤساء الديمقراطيين للسلطات المحلية في الولايات إلى إشراك قوات الحرس الوطني "قبل أن يصبح هذا الإجراء متأخرا"، وذلك بعد أن هدد استخدام "القوة العسكرية غير المحدودة" ضد المحتجين.
وأسفرت الاحتجاجات مساء السبت عن سقوط عدد من القتلى بين المتظاهرين، حيث أفادت وسائل إعلام بمقتل 3 أشخاص في مدينة إنديانابوليس و1 على الأقل في تشيكاغو، وسط أنباء عن إصابة عشرات الشرطيين خلال الاشتباكات.
واعتقلت السلطات في وقت سابق نحو 1400 مشارك في الاحتجاجات، بما في ذلك 400 شخص في لوس أنجلوس و350 في نيويورك و84 في دينفير و17 في واشنطن. وفي ظل تقارير إعلامية متعددة حول هجمات لعناصر الشرطة على المحتجين، حثت "منظمة العفو الدولية" السلطات الأمريكية على الكف عن استخدام "العنف المفرط" ضد المتظاهرين في الاحتجاجات التي تعم الولايات المتحدة، معتبرة أن شرطة البلاد فشلت في تنفيذ التزاماتها. المصدر: RT + وكالات
ولا تزال ملابسات الأحداث المرتبطة بمقتل الأميركي من أصول إفريقية، جورج فلويد، على يد رجل الشرطة ديريك تشوفين، تتكشف شيئا فشيئا، حاملة معها العديد من المفاجآت، أبرزها أن الاثنين عملا معا في مكان واحد.
وأوضحت مايا سانتاماريا، أن الشرطي الأبيض وضحيته الرجل الأسود، عملا معا في الملهى الليلي الذي كانت تملكه، واصفة جورج فلويد بـ"الرجل العظيم" الذي عُرف بابتسامته الدائمة.
وكان مقطع الفيديو الذي قد وثق عملية اعتقال فلويد على يد رجل الشرطة ديريك تشوفين، قد أثار غضبا واسعا في الولايات المتحدة والعالم أجمع، وأدى إلى خروج تظاهرات واندلاع اعمال شغب في أميركا، خاصة في مدينة مينيسوتا، حيث وقعت الحادثة.
وظهر تشوفين في الفيديو وهو يضغط بركبته على عنق فلويد، فيما يستنجد الأخير قائلا إنه لا يستطيع التنفس. وقد وثق شهود عيان الحادثة بتصويرها، بينما طلب الكثير منهم من الشرطي الابتعاد عن فلويد كي لا يختنق، لكن دون جدوى.
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، قالت سانتاماريا إن الملهى الليلي الذي كانت تملكه، وقد باعته قبل أشهر، كان يحيي حفلا كبيرا مساء كل ثلاثاء، وقد عمل فلويد هناك خلال تلك الأيام، كرجل أمن.
أما تشوفين فقد عمل هناك على مدار 17 عاما، بصفته "رجل شرطة خارج الخدمة"، أي كان يساعد في حفظ الأمن هناك خارج ساعات عمله كشرطي.
وقالت: "لن أقول بأنهما كانا يعرفان بعضهما. لقد عملنا جميعا مع بعضنا البعض في وقت ما، خاصة في أيام الثلاثاء. كنا نعمل كلنا كفريق واحد".
وأضافت: "عملنا جميعا مع بعضنا البعض في بعض الليالي، (ومن الطبيعي) أن يكونا قد التقيا".
وأشارت سانتاماريا إلى أنها شعرت بالصدمة لدى مشاهدتها مقطع الفيديو الذي وثق الواقعة، قائلة: "بقيت أصرخ على هاتفي مطالبة إياه (تشوفين) بالابتعاد عن فلويد. إنه أمر مريع ولا يمكن وصفه بالكلمات".
وتابعت: "من معرفتي بتشوفين، فإنني لا أستطيع أن أصدق أنه لم يتحلى بالإنسانية ليستجيب للرجل المسكين الذي كان يتوسل للحصول على الهواء".
يذكر أن الشرطة اعتقلت تشوفين، الجمعة، ووجهت له تهمة القتل غير العمد، بعد أن أعلنت السلطات المحلية في وقت سابق توقيفه عقب إقالته من مهامه.
وكان تشوفين واحدا من بين 4 شرطيين شاركوا في الواقعة، وتم الاستغناء عنهم.
[email protected]