وصل وزير خارجية أمريكا، مايك بومبيو، إلى إسرائيل اليوم، لمناقشة خططها المثيرة للجدل بشأن ضم أجزاء من الضفة الغربية، في أول زيارة له إلى الخارج منذ بدء تفشي كورونا. وبعدها سيغادر عائدا إلى الولايات المتحدة.
وقال بومبيو لدى نزوله من الطائرة إنه "مسرور يوجودي في إسرائيل والتعاون مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وبيني غانتس في تهديدين مصيريين: فيروس الكورونا وإيران. وستواجه إسرائيل والولايات المتحدة هذه التحديات جنبا إلى جنب".
واعتبر بومبيو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو، يسبق لقائهما، أن "حكومة الوحدة التي سيتم تنصيبها هي فرصة للسلام على أساس خطة ترامب"، مضيفا أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها والولايات المتحدة تؤيد هذا الحق".
من جانبه، قال نتنياهو إنه سيتم تنصيب الحكومة الجديدة غدا، زاعما أن هذه "فرصة لدفع السلام والأمن بالاستناد إلى التفاهمات مع ترامب" في إشارة إلى مخطط ضم مناطق في الضفة إلى إسرائيل.
وسيجتمع بومبيو مع نتنياهو ورئيس حزب "كاحول لافان"، بيني غانتس، الذي يوصف برئيس الحكومة البديل، ويتولى منصب وزير الأمن خلال الفترة الأولى من ولاية الحكومة الجديدة التي يتوقع تنصيبها غدا. كما سيلتقي بومبيو مع غابي أشكنازي، الذي سيتولى منصب وزير الخارجية في الحكومة الجديدة، ومع رئيس الموساد، يوسي كوهين.
وسيبحث بومبيو مع المسؤولين الإسرائيليين عددا من المواضيع، بينها مخطط ضم مناطق في الضفة الغربية إلى إسرائيل، الذي تتضمنه خطة "صفقة القرن"، الموضوع الإيراني، مطالبة الولايات المتحدة بتقليص الاستثمارات الصينية في إسرائيل، والمواجهة المشتركة لفيروس كورونا. ويتوقع أن يلقي بومبيو بتصريح لوسائل الإعلام خلال الزيارة.
يشار إلى أن بومبيو لن يلتقي مع السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، حسب بيان صادر عن السفارة، التي قالت إن فريدمان يعاني من ضيق تنفس. وأضافت أنه تم إجراء فحص كورونا لفريدمان، وتبين أن النتيجة سلبية.
وبدا بومبيو في مقابلة أجرتها معه صحيفة "يسرائيل هيوم" ونشرتها أمس، غير واضح حيال تنفيذ مخطط الضم في الضفة في الفترة القريبة، لكنه امتدح "صفقة القرن" واعتبرها "خطة واقعية وتستجيب لمطالب الإسرائيليين والفلسطينيين".
وقال حول هدف زيارته، إنه "يوجد موضوعان أريد بحثهما مع رئيس الحكومة والجنرال غانتس. التهديدات من جانب إيران، وكيف سنستمر بالعمل سوية من أجل ردعهم ومنعهم من الوصول إلى سلاح نووي. وسأطلعهما على التقدم الذي قمنا به بشأن رؤية الرئيس ترامب للسلام. وهناك طبعا مجموعة قضايا تتعلق بأزمة كورونا، وبينها عمل إسرائيلي – أميركي للتوصل إلى دواء".
وفيما يتعلق بضم مناطق في الضفة الغربية إلى إسرائيل، قال بومبيو إنه "ستكون هناك محادثات مع رئيس الحكومة وغانتس بشأن الخطة وما يفكرون بشأنها. وقد قلت في الماضي إن هذا قرار ستتخذه إسرائيل. وأريد أن أفهم كيف تفكر الحكومة الجديدة بذلك".
وحول وجود "ضوء أخضر" أميركي لتنفيذ الضم، قال بومبيو إنه "أعتزم الاستماع إلى ما يفكران به في هذا الخصوص. وقد مرّت عدة أشهر، وهذا قرار إسرائيل في النهاية. ورغم ذلك، سنبحث سوية بالطبع كيف بالإمكان أن نطبق بأفضل صورة رؤية السلام التي وافق رئيس الحكومة عليها".
وتطرق بومبيو إلى معارضة دول عربية للضم، وقال إنه "كنا على اتصال مع جميع هذه الدول، وهي شريكات وصديقات جيدات. وأعلم أنهن قلقات ولقد أخذنا ذلك بالحسبان في رؤية السلام. وبالإمكان رؤية ذلك في الوثيقة. وجميع هذه العناصر هي جزء من اللعبة. وصنعنا خطة تمنح حياة جيدة أكثر للشعب الفلسطيني، وهذا مهم لتلك الدول العربية أيضا".
في المقابل، يعتزم بومبيو نقل رسالة واضح ومباشرة من الإدارة الأميركية في البيت الأبيض، إلى المسؤولين الإسرائيليين، بتقليص التعاون الاقتصادي مع الصين، ومنعهم من الاستثمار في إسرائيل، بحسب هيئة البث الإسرائيلية ("كان").
يأتي ذلك في ظل الانزعاج الأميركي من الاستثمارات الصينيّة في إسرائيل لبنائها أكبر منشأة لتحلية مياه البحر على ساحل المتوسط حصلت شركة صينية على مناقصة لبنائه. وحذر مسؤولون أميركيون، الأسبوع الماضي، من أن هذه الاستثمارات ستلقي بظلالها على العلاقات الإسرائيلية – الأميركية، خصوصًا في ظل التوترات الأميركية – الصينية المتزايدة على وقع تفشي فيروس كورونا.
[email protected]