قام رئيس الدولة رؤوبين ريفلين، الليلة الماضية، بتمديد فترة تفويض بيني غانتس رئيس حزب "كاحول لافان" بتشكيل الحكومة حتى يوم منتصف ليل غد الأربعاء ، وذلك بعد ان انضم نتنياهو الى طلب تمديد الفترة لغانتس. وقدم غانتس ونتنياهو الطلب في اعقاب مفاوضات ليلية حول إقامة وحكومة، والتي جرت في ديوان رئيس الحكومة، مع انتهاء فترة تفويض غانتس منتصف الليلة الماضية.
واصدر الحزبان بيانا مشتركا في اعقاب الجلسة جاء فيه : " طرأ تقدم ملحوظ في الاتصالات من أجل تشكيل حكومة طوارئ وطنية". وأضاف البيان : "اتفق الطرفان (نتنياهو غانتس) على اللقاء مجددا في الصباح بحضور طواقم المفاوضات".
من جانبه قال ديوان رئيس الدولة ريفلين ان طلب تمديد التفويض قُدم الى ريفلين "كما طلب الرئيس ، بناء على موافقة الطرفين ومن منطلق تفهم انهما قريبان جدا من الاتفاق فيما بينهما".
قبل ذلك، توقفت المفاوضات الائتلافية لتشكيل حكومة بين حزبي الليكود وكحول لافان، مساء امس الاثنين، لوقت قصير، في حين ذكرت مصادر عبرية في وقت سابق ان المفاوضات "تفجرت. الا انه سرعان ما تم الإعلان عن استئنافها مجددا.
وكانت المفاوضات قد توقفت، بحسب مصادر ضالعة في المفاوضات، بعد ان وضع كحول لافان شروطا بأن المفاوضات ستتوقف اذا لم يتم القبول بموقف الحزب.
وحدث كل هذا ، ساعات قليلة قبل انتهاء موعد تفويض رئيس الدولة لرئيس حزب "كحول لافان" بيني غانتس بتشكيل حكومة، منتصف هذه الليلة، بعد أيام من الاتصالات بين غانتس ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في مسعى لتشكيل ما وصف بأنه "حكومة طوارئ وطنية".
الى ذلك، ادعى حزب الليكود ان المفاوضات تجددت بعد ان طلب نتنياهو ذلك. بالمقابل ذكرت مصادر في كحول لافان :" لم نعلن بأن المفاوضات تفجرت. الطواقم ما زالت تتحدث. الفجوات تقلصت لكن ما زالت هناك خلافات بقضية السيادة ولجنة اختيار القضاة".
وفي وقت سابق، كان رئيس الدولة رؤوبين ريفلين، قد اعلم غانتس يوم الاحد، انه لا توجد إمكانية لتمديد فترة تفويضه لتشكيل حكومة، وان المهلة تنتهي منتصف الليلة الماضية، وأوضح ريفلين انه في حال لم يوقّع الطرفان (الليكود وكحول لافان ) على اتفاقية حتى منتصف الليلة الماضية، وفيما لو لم تتغير صورة الموصين على غانتس ونتنياهو، سيتم عندها إعادة التفويض الى الكنيست، وستبدأ مرحلة الـ 21 يوما، والتي يمكن خلالها لأعضاء الكنيست صياغة توصية على مرشح بالاتفاق. وسيمنح المرشح المتفق مهلة 14 يوما لتشكيل حكومة.
كذلك، أشار ريفلين انه في حال تغيرت الظروف وطلب كلا الحزبين معا تمديد فترة تفويض غانتس من أجل ان يتمكنا من التوصل الى اتفاق، فإنه سعيد التفكير في المسألة. وهو الامر الذي حدث فعلا بعد منتصف الليلة الماضية في اعقاب انتهاء غانتس ونتنياهو.
واحدى المسائل العالقة بين الطرفين، تتعلق بلجنة تعيين القضاة. قبل نحو أسبوع بدا وكأن النقاش حول الامر قد انتهى، بعد تصريحات لجهات في حزب كحول لافان، بأن الليكود تراجع عن عن موقفه بهذا الشأن، بيد أن هذ الأمر اثار انتقادات شديدة من قبل اليمين، بحيث طالبت أحزاب يمينية بفتح الموضوع من جديد للنفاش.
وترفض كتلة "يمينا" ان يضع الليكود لجنة اختيار القضاة بيد النائب افي نيسان كورين من حزب كحول لافان.
وقال بيني غانتس في بيان القاه الليلة الماضية، قبل لقاء نتنياهو مجددا : ‘ فعلنا كل ما نستطيع من أجل منع انتخابات رابعة، لن نساوم على سيادة القانون‘ ، كما قال موجها كلامه الى رئيس الحكومة نتنياهو :" لحظة الحقيقة قد حانت".
فقبل 3 ساعات من نهاية تفويضه بتشكيل الحكومة، منتصف هذه الليلة، اطل غانتس ودعا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لإقامة "حكومة طوارئ وطنية" : " نتنياهو، هذه هي لحظة الحقيقة. اما حكومة طوارئ وطنية او – لا قدر الله- انتخابات رابعة ستكون مكلفة، وفي ظل الازمة التاريخية لن يُغفر لنا".
واردف غانتس : " قمنا بكل ما نستطيع من أجل خدمة مواطني إسرائيل، ولمنع اجراء انتخابات رابعة، في ظل الواقع الصعب الذي نتعامل معه". أضاف غانتس، مستدركا :" نتنياهو والليكود يدركان اننا شركاء لنا مواقف ويعلمان ان هنالك قضايا لا نساوم عليها، وعلى رأسها الحفاظ على سلطة القانون والدفاع عن الديمقراطية الإسرائيلية".
وأوضح غانتس : " قبل بضعة أيام توصلت انا ونتنياهو الى ملخص عادل. وفقه تنازل الليكود عن بعض مطالبه وكذلك نحن ساومنا عن بعض مطالبنا . ملخص يحدد التوزيع العادل ويضع مصلحة الدولة قبل الاحتياجات الفردية والسياسية لكل شريك محتمل. انا أقول لكم الليلة، بيدين نظيفتين، توصلنا الى اتفاقات وانا آمل والتزم بتنفيذها لصالح مواطني إسرائيل. لا توجد لدينا طريقة أخرى. هذه هي متطلبات الساعة".
وتطرق غانتس الى ازمة الكورنا، وقال فيما قال :"نتنياهو ادرك انه لا يمكنه أن يحكم وحيدا، وهو يحتاج الى مساعدة مني من اجل إدارة الازمة والتعامل معها. حالة الطوارئ جعلتني اساوم على نيتي عدم الجلوس معه في نفس الحكومة... الأزمة التي فرضت على العالم وعلى دولة إسرائيل لا تتيح لأي زعيم ان يغمض عينيه ، يغلق اذنيه ويتعامل مع ‘الايغو‘ الخاص به".
هذا وبعد وقت قصير من بيان غانتس، دعا نتنياهو غانتس ليلتقي معه في ديوان رئيس الحكومة في القدس. "تعال لنلتقي ونوقع هذه الليلة على إقامة حكومة طوارئ وطنية تنقذ الحياة وتعمل من اجل مواطني إسرائيل"، قال نتنياهو. وهو الامر الذي تم فعلا اللية الماضية، وكما اسلفنا من المنتظر ان يلتقي الطرفان مجددا اليوم الثلاثاء.
وفي أعقاب هذه التطورات، انشقّ تحالف أحزاب اليمين المتطرف "يمينا" من كتلة اليمين، التي دعمت نتنياهو طوال الجولات الانتخابية الثلاثة الأخيرة، منذ نيسان/أبريل العام الماضي.
من جانبه، كلف نتنياهو وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، بأن يدير بدلا عنه اجتماع الحكومة حول تعليمات الإغلاق لمواجهة كورونا في نهاية عيد الفصح اليهودي، وذلك من أجل التفرغ للقاء مع غانتس.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في "يمينا" قولها، اليوم، إن "نتنياهو باع اليمين من أجل إنقاذ نفسه، لكنه سيكتشف سريعا جدا أن شركاءه الجدد، الذين سيحصلون على حقيبة القضاء، سيلقون به بسرعة كبيرة من بلفور (المنزل الرسمي لرئيس الحكومة في شارع بلفور في القدس). وعندما يلقي كاحول لافان به من بلفور، فإننا لن نكون هناك".
ورد حزب الليكود على "يمينا"، قائلا إن "لا أساس من الصحة للأقوال التي تسمع من جهة حزب يمينا، وغايتها محاولة إحباط حكومة طوارئ قومية لمصلحة مناصب لقادة يمينا. ورئيس الحكومة متمسك بمبادئ معسكر اليمين، مثلما كان دائما، وفي مقدمتها فرض السيادة" في الضفة الغربية المحتلة.
بدوره، هاجم رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، كلا من نتنياهو وغانتس، وقال إنه "لم نسمع عن إجراء نقاش حقيقي ومعمق حول تغييرات دراماتيكية من أجل شفاء جهاز الصحة، مواجهة البطالة ومساعدة المستقلين والقطاع التجاري. وبدلا من العروض الاستعراضية، الاتهامات والوعظ المتبادلة، أعطونا قدوة شخصية. شكلوا حكومة مع أقل عدد ممكن من الوزراء، وقلصوا رواتب المسؤولين وبضمنها راتب رئيس الحكومة والوزراء وأعضاء الكنيست وكبار الموظفين، وأخرجوا البند الذي يتحدث عن بناء منزل رسمي للقائم بأعمال رئيس الحكومة، من الاتفاق بينكما".
بنيامين نتنياهو - رئيس حزب الليكود
بيني غانتس - رئيس حزب كاحول لافان
[email protected]