مثل الجميع، فاجأنا قرار المصممة كلير وايت كيلير بالتخلّي عن منصبها كمديرة إبداعية لعلامة جيفنشي بالذات بعد كل النجاحات التي حققتها مع العلامة.
لكنها نشرت البيان الرسمي على حسابها على إنستغرام أمس، الذي أكدت فيه إنهاء تعاونها مع جيفنشي، متوجهةً بالشكر العميق لفريق العمل وكل مَن عمل في الكواليس وفي الخفاء لإنجاح المجموعات التي قدمتها.
وفي نهاية مشوارها، أحببنا تذكر بدايتها مع العلامة، وتسليط الضوء على أهم إنجازاتها ومحطاتها. فمن نواح عديدة، يمكننا أن نعتبر كلير وايت كيلر نقيض مصمم الأزياء الحديث. إنها لا تجتذب الدعاية أو تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي حكايات مع المشاهير. لا تبرز في مقاطع الفيديو للعلامة التي تتولّاها ولا تدلي بالكثير من الأحاديث الصحافية.
منذ ثلاث سنوات، تولّت المصممة المولودة في برمنغهام منصب المدير الإبداعي لعلامة جيفنشي وكُلّفت بالإشراف على الإنتاج الكامل للعلامة، من الأزياء الراقية إلى الملابس الجاهزة للرجال والنساء والأكسسوارات والعطور. مثل هذه القيادة الكاملة للاتجاه الإبداعي للعلامة التجاري نادرة في الموضة، فوقفت على قدم المساواة مع هيدي سليمان في سيلين أو أليساندرو ميشيل في غوتشي. ومع ذلك، على الرغم من أوراق الاعتماد التي لا تشوبها شائبة، مثل حصولها على درجة الماجستير في التصميم من الكلية الملكية للفنون، وعملها في علامات كالفن كلاين، ورالف لورين، وغوتشي، وعملها لمدة ستة أعوام ناجحة في كلوي، جاء تولّيها لعلامة جيفنشي كمفاجأة في عالم الموضة. لقد بنت مسيرتها المهنية على تقديم مجموعات ناجحة دون ضجة أو صخب.
ومع ذلك، تغيّرت الأمور في 19 مايو منذ عامين، عندما ظهرت ميغان ماركل، في ثوب زفاف من الحرير الناصع البياض ذي العنق البسيط المذهل في عرسها الملكي أمام جمهور عالمي يبلغ 1.9 مليار المشاهدين، لتصبح الأكثر بحثاً على محرك غوغل، ويبدأ العالم بالتركيز على تصاميمها.
"لقد كان العمل على مشروع مثل هذا بمثابة حلم، تجربة غير عادية. قالت وايت كيلر، وهي جالسة في مقر جيفنشي في شارع جورج الخامس، في نفس مساحة الأتيليه التي استخدمها مؤسسها الراحل هوبير دي جيفنشي لتجهيزاته الخاصة، وأضافت: "تأتي هذه الفرصة مرة واحدة في حياتك... من الصعب فهم التأثير عندما تكون في طور فعل ذلك. كنت أركز على ابتكار الفستان وجعل يومها متميزاً. بعد ذلك، عندما رأيت ردود الفعل، أدركت كم هو ضخم. إنه لشرف رائع أن أكون جزءاً من لحظة في التاريخ كما هو الحال في هذه الوظيفة. سأكون جزءاً من تاريخ العلامة التجارية، لذا فقد كانت سنة استثنائية".
في غضون أشهر، مدّت المصممة علامة جيفنشي بالأمان والثقة والحداثة. لقد جمعت بين مجموعات النساء والرجال في رؤية واحدة. وجددت أتيليه تصميم الأزياء الراقية، وفي الوقت نفسه، صممت "الحقيبة الجديدة" المهمة للغاية،GV3 بستايل أنيق على طراز السبعينيات مع سلسلة نحاسية مكتنزة وقفل ذي طراز عتيق ذكّر الجميع بموهبتها التي شُحذت في علامة كلوي للأكسسوارات الرائعة. وقد استفادت من إرث المنزل الأسطوري للأناقة البرجوازية الراقية مع قطع يمكن ارتداؤها التي تضم الأحذية الرياضية والبلوزات.
يقول سيدني توليدانو، الرئيس التنفيذي لمجموعة LVMH للأزياء التي تضم جيفنشي ولوي وسيلين: "تتمتع كلير بطريقة حديثة للغاية في التعامل مع التصميم والإبداع، إنها التوازن المثالي بين الحلم والعقلانية. تفكر دائماً في كيفية ارتداء المستهلك الفعلي للملابس التي تصنعها، بينما تبني قصة علامة تجارية قوية تربط ما بين جيفنشي بمستقبلها. لكن في الغالب، هي شخصية جميلة تمكّنت من موازنة حياتها الشخصية والمهنية بالقيادة والتركيز والكثير من السحر".
بعد الزفاف الملكي، وظهور ميغان بالعديد من الإطلالات التي تحمل توقيع جيفنشي من تصميم كلير وايت كيلر، مثل الفستان البيج بخط عنق الباتوه، والفستان الأسود بكتف واحدة الذي سلّمت به كيلر جائزة أفضل مصممة، حصل الاهتمام بمجموعات الملابس الجاهزة في الدار على دفعة كبيرة من التأييد الملكي، حيث ارتفعت المبيعات إلى أكثر من 300 في المئة في Net-a-Porter في الأسبوع الذي يلي الزفاف. كما شهد موقع Matchesfashion.com ارتفاعاً كبيراً في مبيعات العلامة.
ارتدت العديد من النجمات أيضاً من تصاميمها، مثل ريهانا وميريل ستريب وليدي غاغا، إلى جانب مشاركة العارضات العالميات في عروض الأزياء، مثل كايا جربر التي اعتادت افتتاح وختام العروض.
لا نعرف إن كان قرار كلير وايت يلر بعدم تجديد عقدها مع العلامة، وأخذ قرار الرحيل وبدء صفحة جديدة يتزامن مع تخلّي ميغان ماركل عن مهامها الملكية أم لا، ولا نعرف إن كان له علاقة بتفشّي فيروس كورونا في إيطاليا والعالم وتوقف الإنتاج لفترة طويلة مقبلة، ولم يصدر أي بيان رسمي من العلامة، لكن سيندي توليدانو، الرئيس التنفيذي لمجموعة LVMH اكتفى بتوجيه كلمات الشكر إلى كلير لإسهاماتها القيّمة في دار جيفنشي خلال السنوات القليلة الماضية، وأضاف: "تحت إشرافها كمديرة إبداعية، وبالتعاون مع فريق العمل ومشاغل العلامة المختلفة، استطاعت الدار أن تعيد تواصلها من جديد مع روحيتها وهويتها التي بدأها هوبير دو جيفنشي، وأن تعيد إحياء مفهومه الخاص لمعنى الأناقة. أتمنى لكليرمستقبلاً مزدهراً".
[email protected]