وقالت صحيفة "هأرتس" العبرية التي أوردت النبأ اليوم الخميس، على صدر صفحتها الأولى بأن الجهات "القانونية" في الشرطة والشاباك تدرس هذه الايام الفكرة لكن العقبة الأساسية تتعلق بكيفية نقل المعلومات الاستخبارية من جهاز الشاباك للشرطة دون كشف طرق وأساليب عمل الشاباك فيما تبقى مشاركة الجيش الإسرائيلي في هذه المنظومة الاستخبارية المشتركة امرا مرجحا ومتوقعا وتجري دراسته.
وتدعي شرطة الاحتلال منذ عدة اشهر وتحديدا مع بداية جولة التصعيد الحالي بأنه لا يمكنها الحصول على الصورة الاستخبارية الكاملة لما يجري في المسجد الأقصى والقدس الشرقية وذلك لطبيعة تقسيم العمل بينها وبين جهاز الشاباك "جهاز الأمن العام" والقائم على تخصص الشرطة بمواجهة الأعمال الجنائية والحفاظ على النظام العام وجمع المعلومات الاستخبارية المتعلقة بهذه المجالات فيما يتخصص الشاباك بمكافحة الأعمال" الإرهابية" وبالتالي يتولى التحقيق في الأعمال التي تقع على خلفية "قومية" وعمليات جمع المعلومات الاستخبارية المتعلقة بما يجري في منطقة المسجد الأقصى لكن في نهاية الأمر الشرطة هي من تعمل في الميدان لمواجهة الأحداث وضبط الحالة الأمنية حسب تعبير الصحيفة "العبرية".
وأدت الفجوة القائمة بين المسؤوليات والصلاحيات والنقص الاستخباري إلى وقوع عمليات وأحداث أمنية علمت الشرطة بعد وقوعها بأن جهاز الشاباك كان يمتلك معلومات استخبارية خاصة بها قبل وقوعها وكان بإمكانه مساعدة الشرطة للعمل بطريقة أفضل وكانت محاولة اغتيال "غليك" آخر مثال لهذه الحالة حيث لم يكن لدى الشرطة أدنى فكرة عن إقامة الاجتماع الخاص بالمسجد الأقصى.. ذلك الاجتماع الذي جرت محاولة الاغتيال في نهايته ليتضح بعد ذلك ان الشاباك كان على علم بأمر الاجتماع لكنه لم ينقل المعلومات للشرطة التي بقيت غافلة حتى جرت محاولة الاغتيال.
ويبدو ان الحل لهذه المعضلة الجاري العمل عليها هذه الايام يتمثل باقامة "جهة استخبارية مشتركة" يناط بها مهمة تركيز كافة المعلومات الاستخبارية المتعلقة بالقدس الشرقية سواء كانت بخصوص "مخربين" محتملين او خاصة بأعمال جنائية متوقعة على ان تضم اللجنة الاستخبارية ممثلين عن الشاباك والشرطة يقومون بتركيز هذه المعلومات بما يضمن عمل افضل لكن دون ان تكشف مصادر المعلومات.
[email protected]