فيما من شأنه أن يؤسس لمساهمة نوعية في تطوير البحث العلمي، بحثت جامعة القدس والعالِم فينكي راماكريشنان، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء للعام 2009 سبل التعاون في مجال تعزيز البحث العلمي في الجامعة، وذلك في إطار خطة الجامعة الإستراتيجية لتطوير منظومة البحث العلمي القادر على تحقيق النمو في فلسطين وإيجاد الحلول للتحديات التي تواجه المجتمع.
واستهل العالم راماكريشنان زيارته بلقاء مطول مع رئيس الجامعة أ.د. عماد أبو كشك في مكتبه بحرم الجامعة الرئيس، والذي استعرض خلالها نشأة الجامعة والجهود التي تبذلها في إطار بناء منظومة البحث العلمي في فلسطين من خلال الجامعة، وتعزيز ثقافة الريادية بين الجيل الشاب، وتوسيع نطاق التقاطع بين المجالين.
وأطلع أ.د. أبو كشك العالِم الضيف على ما تشهده جامعة القدس من تطورات علمية وبحثية في كلياتها ومراكزها المختلفة خاصة الطبية وبرامجها النوعية والمتميزة، وكذلك الانجازات البحثية تحديداً في مجال الأبحاث الطبية والحياتية، والخطط الجاري تنفيذها في سبيل تطوير منظومة البحث العلمي في الجامعة، التي تهدف إلى تحويل الجامعة من ناقل للعلوم إلى مصدرٍ منتجٍ لها، ومشددًا في هذا السياق على اهمية بناء نظم وآليات تعاون بين العلماء والباحثين من كل العالم لتحقيق هذا الهدف، تحديدًا في ظل اتساع وتشعب المشكلات التي يسعى البحث العلمي الى ايجاد الحلول لها، والتي باتت في معظمها ذات طابع عالمي يستوجب تضافر الجهود بذات القدر. وقدّم أ.د. أبو كشك شكره للضيف على الزيارة والتعاون، مؤكداً أن هذه زيارة تساهم حتمًا في تقريب تلك الأهداف.
وعبّر البروفيسور راماكريشنان عن سعادته بزيارة الجامعة، ومبدياً إعجابه بالإنجازات العلمية والبحثية المتلاحقة فيها، مشيداً بقدرات الباحثين في جامعة القدس وتميزهم في الأداء والعطاء العلمي، موجهاً رسالته للطلاب الباحثين في جامعة القدس بأن يبذلوا مزيداً من الجهود والقراءة ومواكبة التطورات العلمية ومتابعة الأخبار العلمية لكي ينتجوا أبحاثاً علمية متميزة ومتطورة على مستوى العالم.
وألقى العالم راماكريشنان محاضرة حول رحلته العلمية وانجازاته البحثية في علم الأحياء الجزيئية والكيمياء أمام عدد من الباحثين في الجامعة، من كليات الطب والمهن الصحية والصيدلة والعلوم والتكنولوجيا، حيث استعرض مسيرته العلمية البحثية حتى حصوله على جائزة نوبل في الكيمياء.
وتطرقت المحاضرة للحديث حول إنجازاته في مجال الرايبوسومات وأهميتها الطبية، وفتح نقاشاً مع الحضور من الباحثين في الجامعة حول آفاق البحث العلمي المستقبلية في هذا المجال.
ويذكر أن العالم يشغل حالياً منصب رئيس الهيئة الأكاديمية الملكية للعلوم في بريطانيا، ويعمل في مجلس البحث الطبي في مختبر الأحياء الجزيئية في جامعة كامبريدج البريطانية، وسجل العشرات من براءات الاختراع في مجال بحوثه، ونشر ما يزيد عن مائة بحث في مجلات عالمية هامة ومرموقة وخاصة في العلوم والطبيعة، واستطاع التعرف على البنية الحقيقية الكيميائية لبعض أنواع الرايبوسومات والتي لها تطبيقات طبية هائلة على صحة البشر وخاصة فيما يتعلق بالتفاعلات مع المضادات الحيوية.
تجدر الاشارة أن الزيارة تمت بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني ضمن التعاون المشترك ما بين الجامعة والمجلس.
وتعمل جامعة القدس بجهود كبيرة في سبيل بناء وتطوير شراكاتها العلمية والبحثية مع العلماء البارزين في المجالات العلمية المختلفة، والتي تسعى من خلالها الى تطوير برامجها العلمية والبحثية، مع أعرق الجامعات والمراكز حول العالم، كونها تتمتع بشبكة علاقات دولية واسعة مع العديد من الجامعات والمؤسسات البحثية العريقة في مختلف قارات العالم.
[email protected]