ذكر موقع "سويس أنفو" باللغة العربية، أن وسائل إعلام محلية اعتبرت أن غض النظر الجماعي الذي مارسته سويسرا تجاه فضيحة تجسس، سيلحق الضرر بمصداقية البلد لسنوات.
ونقل الموقع السويسري عن صحف صدرت اليوم الأربعاء، قولها إن "الكشف عن استخدام وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ودائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية (BND)، لعقود من الزمن، لتكنولوجيا تشفير تعتمدها شركة سويسرية للكشف عن مضمون الرسائل السرية لدول أخرى، يمثل ضربة لحياد سويسرا ومصداقيتها وحتى لسيادتها".
وأضاف الموقع أن "كل الصحف اتفقت" على أن إجراء تحقيق شامل واعتماد الشفافية، "أضحى الآن مسألة حيوية".
ونشر موقع "سويس أنفو" مقتطفا من الافتتاحية المشتركة لصحيفتي "24 ساعة" و"تريبون دو جنيف" الصادرتين بالفرنسية، والتي جاء فيها: ""إذن، كانت الشائعات التي راجت في بداية التسعينيات صحيحة. لقد كانت سويسرا الجيّدة - المُحايدة وغير المنحازة – مأوى لما يُشبه وكالة لأجهزة مخابرات حليفة".
وتحت عنوان "الجاسوس الذي تسامحت معه سويسرا"، كتبت الصحيفتان: "من المحتمل جدا أن تكون شركة "كريبتو آي جي" (Crypto AG) وهي شركة تشفير اتصالات كان يوجد مقرها في تسوغ (Zug)، وتمت تصفيتها في عام 2018، قد انخرطت في صنفين من الأنشطة، بعضها لا تحيط بها أي شبهة، وبعضها الآخر شديد السرية، غضت السلطات السويسرية الطرف عنه باسم الحياد الذي يعتمد على الحلف الأطلسي".
وتابع الموقع السويسري قائلا: "على مدى عقود، قامت "كريبتو" Crypto - ببيع معدات لصنع الرموز إلى إيران والهند وباكستان والسعودية والأردن ودول أمريكا اللاتينية وعشرات الدول الأخرى، وقد تم تعديل هذه التقنية للسماح لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ولدائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية بكسر الشيفرات والاطلاع على مضمون المراسلات، وفقا لما أوردته كل من صحيفة "واشنطن بوست" وقناة التلفزيون العمومي السويسري "SRF" وقناة "ZDF" الألمانية.
وذكر "سويس إنفو"، أن وسائل الإعلام الثلاثة، قامت في التحقيق الاستقصائي الذي أنجزته، بتوصيف عملية شهدتها مرحلة الحرب الباردة، كان فيها عدد من كبار الجواسيس الأمريكيين ونظراؤهم، فيما كان يُعرف بألمانيا الغربية، مسؤولين ابتداء من عام 1970 عن جميع عمليات شركة "Crypto" تقريبا، بدء بالتوظيف ومرورا بالتسريح ووصولا إلى تكتيكات المبيعات.
ووفقا لقناة التلفزيون العمومي السويسري الناطقة بالألمانية SRF، فقد كان عدد من المسؤولين الحكوميين الرئيسيين على علم بالقضية، لكن لم يتم فعل أي شيء.
هذا، وذكرت صحيفة "نويه تسورخر تسايتونغ" (تصدر بالألمانية في زيورخ) أن "مصداقية سويسرا في حرب المعلومات الحالية تقاس بالأحداث الماضية"، ولفتت إلى أن هذه القضية "تلقي بظلال من الشك على صدق قادة الدولة، وبالتالي على النظام الليبرالي، بينما تلقي بثقلها على اقتصاد البلد أيضا".
وفي السياق ذاته، شددت صحيفتا "در بوند" و"تاغس أنتسايغر"، على أن حياد سويسرا "قد تحطم"، واعتبرتا أن "غض النظر الجماعي" للبلد سيلحق الضرر بمصداقيته لسنوات قادمة.
[email protected]