توشك القوات الحكومية السورية على السيطرة على معرة النعمان الاستراتيجية التي باتت شبه خالية من السكان بعد أسابيع من الاشتباكات والقصف العنيف، اللذين أديا إلى انهيار دفاعات الجماعات الجهادية والمعارضة التي تبسط نفوذها على المدينة.
وتكتسي معرة النعمان أهمية كبرى حيث أنها ثاني أكبر مدينة في محافظة إدلب من حيث المساحة الجغرافية والتجمع السكاني كما يمر عبرها الطريق الدولي حلب دمشق المعروف بـ“أم 5”، والذي تحتل استعادته أولوية قصوى للحكومة السورية.
ويقول خبراء عسكريون إن استعادة الجيش السوري للمدينة ستشكل ضربة معنوية قوية للجماعات الجهادية والمعارضة والتي يبدو أن داعمها التركي تخلى عنها على ضوء صفقة عقدها مع الجانب الروسي.
وأبدت تركيا انتقادات خجولة للعملية الجارية في إدلب مركزة على إيجاد حل لتدفق الفارين باتجاه أراضيها عبر إقامة مخيمات داخل الحدود السورية.
وتشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، والتي تؤوي ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريبا من النازحين، منذ ديسمبر تصعيدا عسكريا للقوات الحكومية وحليفتها روسيا يتركز في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي حيث يمر جزء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.
وتُكرر دمشق نيتها استعادة كامل منطقة إدلب وأجزاء محاذية لها في حماة وحلب واللاذقية رغم اتفاقات هدنة عدة تم التوصل إليها على مر السنوات الماضية في المحافظة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وتنشط فيها فصائل معارضة أخرى أقل نفوذا.
وأفاد شهود عيان قرب معرة النعمان أن القصف الجوي السوري الروسي يتركز على الطريق الدولي شمال المدينة باتجاه سراقب، كما على ريفها الغربي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري سيطر منذ مساء الجمعة على 18 قرية وبلدة شرق وشمال شرق معرة النعمان، و”أصبحت المدينة شبه محاصرة”، مشيرا إلى أن “القصف لا يتوقف عن استهداف المدينة”.وتتركز القوات الحكومية جنوب وشمال وشرق معرة النعمان، وبعدما وصلت أخيرا إلى أطرافها الشرقية، تسعى حالياً وفق عبدالرحمن إلى التقدم من الجهة الغربية.
وأفاد المرصد عن مقتل اثنين من المدنيين الإثنين في غارات جوية “روسية” في قرية في ريف إدلب الجنوبي.
[email protected]