أمهل المتظاهرون العراقيون، في ساحة الاعتصام الرئيسية، التي تقود الثورة الشعبية الكبرى، منذ مطلع أكتوبر الماضي الرئيس العراقي برهم صالح، ثلاثة أيام حتى يوم الجمعة المقبل لاختيار رئيس للحكومة المؤقتة، معلنين البراءة من البرلمان واعتبار قراراته غير شرعية.
ولوّح المتظاهرون في بيان صادر عنهم من ساحة التحرير، بثورة مليونية تعم محافظات البلاد، أكبر وأشد من مظاهرات الأول من أكتوبر العام الماضي، حال عدم اختيار رئيس للحكومة المؤقتة.
المصلحة الوطنية
وأعلن معتصمو ساحة التحرير، في قلب نصب الحرية، وسط العاصمة بغداد، في موقفهم بعد يوم تقاسم به العراقيون مخاوفهم من عقوبات أمريكية، وحصار يعيد لأذهانهم مشاهد الموت جوعاً في تسعينيات القرن الماضي، قائلين: «أخوتنا، أبناء شعبنا العزيز، لقد كنا منذ اليوم الأول الذي خرجنا فيه إلى ساحات الاحتجاج، موقنين أن هذه السلطة ممثلة بالبرلمان، والحكومة المنبثقة منه، سلطة عدوة للشعب، والوطن، تعمل ضد مصالحه، ولم تتوانَ مطلقاً في تدميرها لمصالح غير وطنية».
واعتبر معتصمو التحرير، أن ما حدث في جلسة البرلمان من أفعال لا تمت للمصلحة الوطنية بصلة، وأنها تحاول زج العراق في صراع دولي لا شأن له به، وإرسال صورة سلبية عنه على أنه دولة منحازة كلياً لصالح محور ضد محور آخر، وهو أمر نرفضه رفضا تماما ونعده عدوانا على وطننا من قبل سلطة غاشمة كان الأولى بها أن تدافع عن مصالحه لا مصالح دول أخرى، وتنبذ الانتماءات الفرعية لصالح الانتماء للوطن.
الإسراع
وشددوا على الإسراع ومن دون أي تأخير، وبموعد أقصاه العاشر من يناير الجاري، بقيام رئيس الجمهورية باختيار رئيس وزراء مؤقت، وكما حددت شروطه من الساحة، يعمل على تهيئة الأرضية المناسبة لإقامة انتخابات مبكرة نزيهة، وبإشراف أممي بمدة لا تتجاوز ستة أشهر.
وأبدى الملازمون للتحرير على مدار ليالي البرد، موقفهم من تصويت البرلمان على قرار إخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية، في جلسة استثنائية يوم أمس الأحد، مؤكدين: أن البرلمان الحالي منقوص الشرعية، لا يمثلهم وحتى يستكمل شرعيته، فيجب عليه ألا يتخذ أي إجراءات، ولا يصدر أي قرارات ضد مصالح العراق.
وألزم البرلمان العراقي، في جلسة طارئة، الأحد الماضي، الحكومة بإلغاء طلب المساعدة المقدم إلى القوات الأجنبية في العراق التي ساهمت في مقاتلة تنظيم داعش الإرهابي. وهو ما رفضه المتظاهرون وعدد كبير من العراقيين.
وسم البرلمان لا يمثلني
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وسم البرلمان العراقي لا يمثلني بعد الجلسة الاستثنائية التي عقدها مجلس النواب العراقي لمناقشة تداعيات الغارات الجوية الأمريكية على مواقع الحشد وقياداته خلال الأيام العشرة الماضية، وصوّت على إخراج القوات الأجنبية، ومنعها من استخدام الأجواء العراقية، إذ أطلق المدوّنون العراقيون وسما عراقيا بعنوان ( البرلمان العراقي لا يمثلني) في موقع "تويتر"، وتناقله آلاف المدوّنين، وانتشر أيضاً في ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات. كما وجّه عدد كبير من المدوّنين العراقيين رسالة إلى الرئيس الأمريكي يبرئون فيها الشعب العراقي من قرار البرلمان الأخير الذي جاء التصويت عليه بأقل عدد من النواب. طالبين منه عدم فرض عقوبات على الشعب العراقي الذي خرجت غالبيته للتظاهر ضد أعضاء البرلمان والحكومة التي يتهمونها بالفساد.
[email protected]