انتقد طاقم من ثلاثة قضاة قرارا عنصريا لمحكمة الصلح في بئر السبع، تبرئة شرطي اعتدى على مواطن عربي من قرية الزرنوق غير المعترف بها في النقب ، لتسويغها القرار أنها لا تصدّق السائق بأن "هناك ظاهرة لرشق ال سيارات بالزجاجات" في شوارع النقب.
وقد قبلت المحكمة المركزية بمدينة بئر السبع على استئناف قدمه قسم التحقيق مع رجال الشرطة (ماحاش)، وأدانت اليوم الخميس شرطي حرس الحدود (31 عاما)، بالاعتداء على السائق سيف أبو سلمي (26 عاما)، من قرية الزرنوق غير المعترف بها، قبل عامين ونصف، وذلك لأنه تجاوزه على شارع رقم 6.
وقعت الحادثة يوم 17 يونيو/تموز 2017، أثناء القيادة على الطريق 6 بالقرب من مفرق بيت كاما شمالي مدينة رهط، حيث تجاوز المشتكي العربي الشرطي بسيارته، ثم أخرج يده من شباكها ممسكًا بزجاجة ماء. وقال الشرطي إنه اعتقد أنّه كان ينوي إلقاء الزجاجة عليه، فاعترض طريقه، ثم خرج الشرطي من ال سيارة وشتم مقدم الشكوى. ووفقا للائحة الاتهام، عندما طلب السائق العربي مغادرة المكان، صفعه الشرطي على وجهه وعنقه ورشه بالغاز المسيّل للدموع.
وكانت محكمة الصلح في بئر السبع برأت رجل الشرطة، إلا أنّ "ماحاش" استأنف على القرار، الذي تمّ تداوله أمام هيئة القضاة إلياهو بيتان، ياعيل راز-ليفي وجيلات شاليف من محكمة بئر السبع المركزية، حيث قبلوا الطعن الذي تقدم به قسم التحقيق مع رجال الشرطة.
وقالت المحامية ليئات يونيان، من "ماحاش" بأن الأدلة الموضوعية المتاحة في القضية تؤدي إلى استنتاج بأن مقدم الشكوى أصيب نتيجة رشّه بالغاز. ومن ناحية أخرى، ادعى محامي الشرطي، أرما تامير، أنّ السائق غير صادق، وقال "لقد أضاف أكاذيب على أكاذيب منذ البداية وحتى شهادته في المحكمة".
وقد أدانت المحكمة المركزية الشرطي مؤكدة أن "تسلسل الأحداث الموصوفة، بناءً على أدلة موضوعية، يشكل قرائن واضحة تثبت بشكل مقنع أن صاحب الشكوى تعرض للهجوم بالغاز. وكانت محكمة الصلح على علم بالأدلة ولكنها سوقتها على أنها غير مقبولة، وأنها ناتجة عن سلوك صاحب الشكوى، والذي لا أساس له من الصحة، علما أنه كان واضحا منذ بداية الشكوى المقدمة".
وانتقد القضاة تسويغ محكمة الصلح لتصرفات الشرطي بأنها "ناتجة عن ظاهرة إلقاء زجاجات المشروبات على السيارات أثناء السفر، خاصة في شوارع النقب، وذلك لتفسير سلوك الشرطي".
وقضت المحكمة بإعادة القضية إلى محكمة الصلح لسماع دفاع الطرفين للعقوبة والحكم.
وصرح السائق: "لن أتصالح مع شرطي عنصري. سأقاضيه ليتعلم درسا"
[email protected]