أعلن رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، اليوم الجمعة، عزمه تقديم استقالته للبرلمان، تحت ضغط دماء المحتجين، الذين تجاوز عدد القتلى بينهم الـ400.
ونقل بيان رسمي عن عبد المهدي قوله إنه "سأرفع الى مجلس النواب الموقر الكتاب الرسمي بطلب الاستقالة من رئاسة الحكومة الحالية ليتسنى للمجلس اعادة النظر في خياراته". وعلى الفور، هتف متظاهرون يتواجدون في ساحة التحرير بوسط بغداد، معبرين عن فرحهم بهذه الخطوة التي تأتي في اطار مطالبهم ب"إسقاط الحكومة" وتغيير القادة السياسيين.
وذكر البيان أن قرار عبد المهدي جاء استجابة لدعوة لتغيير القيادة أطلقها اليوم الجمعة آية الله العظمي علي السيستاني المرجعية الدينية العليا لشيعة العراق.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر من الشرطة ومصادر طبية أن عدد قتلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية والمستمرة منذ أسابيع، بلغ 408 قتلى على الأقل معظمهم من المتظاهرين العزل.
وقالت مصادر مستشفيات إن عدة أشخاص توفوا متأثرين بجراح أصيبوا بها في اشتباكات، أمس، مع قوات الأمن في مدينة الناصرية الجنوبية، مما يرفع عدد القتلى هناك إلى 46 على الأقل وإلى 408 في شتى أنحاء العراق، منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقتل متظاهر بالرصاص في مدينة الناصرية، اليوم، ما يرفع حصيلة ضحايا الاحتجاجات الى أكثر من 400 قتيل وفقا لحصيلة نشرتها وزالة فرانس برس، استنادا لمصادر طبية وذلك في ظل استمرار احتجاجات دامية تعد الأكبر في التاريخ الحديث للبلاد.
وقالت المصادر إنه "قتل متظاهر بالرصاص وأصيب 30 أغلبهم بالرصاص خلال مواجهات مع قوات الامن في مدينة الناصرية".
وفي غضون ذلك، أدان آية الله العظمى علي السيستاني، المرجعية الدينية العليا لشيعة العراق، استخدام القوة المميتة ضد المحتجين، وحث نواب البرلمان على إعادة النظر في مساندتهم للحكومة في إيعاز لهم فيما يبدو بالسعي لتغيير القيادة مع اتساع دوامة العنف في البلاد.
جاءت تصريحات السيستاني بعد يوم دام، شهد سقوط أكبر عدد من القتلى خلال أسابيع الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وقال ممثل عن السيستاني في خطبة الجمعة التي نقلها التلفزيون على الهواء، إنه "بالنظر إلى الظروف العصيبة التي يمر بها البلد، وما بدا من عجز واضح في تعامل الجهات المعنية مع مستجدات الشهرين الأخيرين... فإن مجلس النواب الذي انبثقت منه الحكومة الراهنة مدعو الى أن يعيد النظر في خياراته بهذا الشأن ويتصرف بما تمليه مصلحة العراق".
وأضاف أن "المرجعية الدينية تؤكد مرة أخرى على حرمة الاعتداء على المتظاهرين السلميين ومنعهم من ممارسة حقهم في المطالبة بالإصلاح"، لكنه حث المحتجين على رفض العنف بعد يومين من إضرام النيران في القنصلية الإيرانية في مدينة النجف الجنوبية.
وتابع ”وعلى المتظاهرين السلميين أن يميزوا صفوفهم عن غير السلميين ويتعاونوا في طرد المخربين ـ أيا كانوا ـ ولا يسمحوا لهم باستغلال التظاهرات السلمية للإضرار بممتلكات المواطنين والاعتداء على أصحابها".
وأجج حرق القنصلية الإيرانية في النجف، أول من أمس، العنف. وقتلت قوات الأمن، أمس، بالرصاص 46 شخصا في الناصرية، و12 في النجف، وأربعة في بغداد، مما رفع عدد القتلى خلال أسابيع من الاضطرابات إلى 408 على الأقل، معظمهم من المتظاهرين العزل.
وذكرت مصادر بمستشفيات أن اشتباكات دارت بين المحتجين وقوات الأمن في الناصرية في وقت مبكر، مما أسفر عن سقوط عدة مصابين.
وقال السيستاني "إن الأعداء وأدواتهم يخططون لتحقيق أهدافهم الخبيثة من نشر الفوضى والخراب والانجرار إلى الاقتتال الداخلي ومن ثم إعادة البلد الى عصر الدكتاتورية المقيتة، فلا بد من أن يتعاون الجميع لتفويت الفرصة عليهم"، دون أن يذكر تفاصيل.
[email protected]