لم يتوقف الجمهور عن الضحك أمس الأحد في قصر الثقافة معالوت ترشيحا أثناء عرض مسرحيّة "الثنائيّ المرِح" لعملاقَي المسرح الفلسطيني، يوسف أبو وردة ومكرم خوري، من إنتاج "مسرح المجد"، وإخراج غسّان عبّاس.
النصّ المسرحيّ ليس عربيًّا، بل تُرجم عن مسرحيّة الكاتب الأمريكيّ الشهير نيل سايمون، الّتي رأت النور عام 1972 على "مسرح برودوي"، وعلى الرغم من تعريب النصّ من قبل "مسرح المجد"، إلّا أنّ المُخرج قرّر الحفاظ على الأسماء الأمريكيّة للأبطال، وعلى المكان، مدينة نيويورك، الّتي لا نراها، بل نسمع وقعها ولغط شوارعها برهة، حين يفتح ويلي كلارك (الممثّل يوسف أبو وردة) الشبّاك.
قصّة المسرحيّة تدور حول ممثّلَين عجوزَين عملا معًا مدّة 43 عامًا، حتّى اختلفا وانفصلا نهائيًّا. خشونة الحياة وفقرهما، وندرة الأدوار الّتي تُعرض عليهما، أجبرتهما على أن يلتقيا بعد قطيعة دامت 11 عامًا، من أجل المشاركة في برنامج تلفزيونيّ. يعيش ويلي كلارك في غرفة قديمة، أثاثها متواضع، ابن أخيه ووكيله يُدعى بِن (الممثّل إياد شيتي)، وهو يصرف عليه ويُحضر له الطعام والصحف والسيجار ويعزّزه طيله الوقت، أمّا إل لويس (الممثّل مكرم خوري)، فيعيش مع ابنته في نيوجيرسي.
الشخصيّتان تعيشان في عزلة تامّة عن المحيط وعن المسرح وعن النجوميّة، وما ترتّب عليه ذلك من فقر مدقع. تُرجم هذا الفقر من خلال ملابسهما؛ فارتدى إل لويس بدلة يتيمة مهترئة، كان يجب أن ينفض الغبار عنها، ومعه خلاف الماضي بينه وثنائيّه، من أجل حفنة دولارات، ولربّما من أجل لحظة مجد أخيرة، تذكّره بكيانه ونجوميّته وحبّه للمسرح.
"الثنائيّ المرِح" كوميديا ساخرة، لكنّها ليست كذلك فقط، بل تراجيديا محزنة ومضحكة في الوقت نفسه.
[email protected]