اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن المشتركين في محاولة الانقلاب على سلطته عام 2016، "ظنوا أن تركيا ستنهار مثل مصر وسوريا وليبيا، لكنهم فشلوا بسبب عزيمة الشعب".
وقال أردوغان، في كلمة ألقاها، اليوم الثلاثاء، أمام الكتلة البرلمانية لـ "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا: "أعلم جيدا أن الجميع، خلال المحاولة الانقلابية في ليلة 15 إلى 16 يوليو، كانوا ينتظرون بحماس أن ينجح الانقلاب".
وأضاف أردوغان: "لم يتردد البعض في الولايات المتحدة والدول الأوروبية وحتى بعض الدول العربية في إظهار دعمهم للانقلابيين حتى دون الانتظار لصباح اليوم التالي".
وتابع: "ظنوا أن تركيا ستنهار بمثل هذه الأحداث مثلما حصل في سوريا ومصر وليبيا، لكنهم شعروا بخيبة الأمل عندما وقف شعبنا إلى طرفنا ودعم مكافحة هذه المساعي، ولهذا السبب أصبحوا أكثر عدوانية ووقاحة وطيشا".
وتطرق في كلمته إلى قضية الداعية والمعارض التركي، فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب، واصفا منظمته بـ"المشروع"، وقائلا إنه لذلك يعيش في منزل فخم على مساحة 400 دونم في الولايات المتحدة.
ودعا أردوغان واشنطن لتقديم الدعم اللازم بخصوص مكافحة "منظمة غولن الإرهابية"، مؤكدا أن أهميته بالنسبة لتركيا، نفس تلك التي مثلها زعيم تنظيم " داعش "، أبو بكر البغدادي، بالنسبة للولايات المتحدة.
وحاولت مجموعة من العسكريين الأتراك، ليلة 16 يوليو 2016، السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية، إلا أن القوات الموالية للسلطات تمكنت من إحباط هذا الانقلاب خلال فترة وجيزة.
وتتهم الحكومة التركية غولن، المقيم في الولايات المتحدة، بالوقوف وراء هذه المحاولة الفاشلة، لكن السلطات الأمريكية رفضت تسليمه لأنقرة.
وأدت محاولة الانقلاب، حسب السلطات التركية، إلى مقتل نحو 300 شخص، وتلتها حملة غير مسبوقة في البلاد لتطهير مؤسسات الدولة من معارضي الحكومة الحالية، وألقي القبض على آلاف العسكريين والمدنيين بتهمة الضلوع في محاولة الانقلاب أو الانتماء إلى تنظيم غولن.
واعتقلت السلطات نحو 80 ألف شخص، فيما أوقفت عن العمل زهاء 160 ألفا من الموظفين الحكوميين، بينهم مدرسون وقضاة وعسكريون، بموجب أحكام الطوارئ التي فرضتها الحكومة التركية في أعقاب محاولة الانقلاب.
[email protected]