جمعت فعالية فاشن فوروورد دبي، في يومها الثالث وقبل الأخير، من حفل الانطلاق الذي أقيم يوم الأربعاء الماضي، واليوم الثاني من جدول عروض الأزياء المزدحم، عدداً من الأسماء التي تفاوتت بين العربية والأجنبية، بكفة رجحت تجاه الأسماء الخليجية، مع مشاركة إماراتية وحيدة، وبكثير من المجموعات المتميزة، والأسماء الواعدة.
بين تشكيلات تحتفي بالألوان المرحة والدوائر المزهرة، وأخرى هيمنت عليها كلاسيكية الثمانينات، وفساتين سهرة لماعة، وتشكيلات يومية محتشمة، وسترات رجالية، استطاعت الفعالية أن تضم أسماء مميزة، وقادرة بجدارة على أن تقدم المزيد في المستقبل، إذ جمع اليوم الثالث وقبل الأخير من الحدث، إلى جانب الحوارات التي ضمت أسماء لامعة من المؤثرات في عالم التواصل الاجتماعي، سبعة عروض، تفاوتت بين اليومية والمسائية، والسهرة الراقية.
حلويات مكشكشة
قدمت مصممة الأزياء الأوكرانية ناديا مجموعة صيفية مرحة، اعتمدت فيها بشكل عام على فكرة التلاعب المرح بأقمشة التول والشيفون الهفهاف والمتراقص بأشكال دائرية مكبوسة، كما لو كانت أزهاراً عصرية ضخمة متفتحة، رسمت دوائر كبيرة على منطقة الجذع أو الأكمام، فوق فساتين حريرية اعتمدت كبطانات ضيقة وقصيرة.
مالت المجموعة إلى إضافة لمسة فرح على التصاميم التي اعتمدت فيها المصممة «باليتة» ألوان مرحة أقرب إلى ألوان الحلويات، بكثير من الأصفر، والأخضر الفستقي الفاتح، والوردي، ودرجات باستيلية ممتعة، مع مزج مميز بين هذه الألوان الهادئة، بالإضافة إلى اعتماد القماش المرقط، بدوائر من الدرجات ذاتها، إضافة إلى اعتماد اللونين الأبيض والبيج الفاتح، والمزج بين خامات سادة، مؤطرة بخطوط حددت القصات بألوان أخرى قوية.
إلى اعتماد قصات بسيطة غير معقدة، مالت المجموعة، مع تركيز واضح على التموجات والكشكشات المرحة المكبوسة، والتي غطت مختلف أجزاء الفساتين، بين أكتاف، وصدر، وأرداف، وحواش، بينما تدلت منسدلة وطويلة في بعضها الآخر. إضافة إلى ذلك اعتمدت المصممة فكرة الأكتاف العريضة الكبيرة، في تشكيلة قوية تحتاج إلى شخصية مشابهة لتبنيها.
حشمة معاصرة
تشتهر المصممة الإماراتية حصة الفلاسي، التي تعد المشاركة الإماراتية الوحيدة لهذا الموسم من «فاشن فوروورد»، بعباءاتها العصرية المريحة، وقصاتها العملية، وقدرتها الذكية على المزج بين الأنيق الهادئ، والمحتشم، والمريح، دون مساومة على التجديد والتطوير، وهو الأمر الذي لم تخرج عنه في عرض أزيائها الأخير.
مالت حصة في المجموعة لتقديم مفهوم مطوّر للعباءة، بشكل يمكن أن يتناسب مع مختلف الجنسيات والأذواق، كما أنها نجحت في أن تخرجها عن الشكل المعتاد للعباءة التقليدية، لتعطيها إطاراً أكثر عالمية، وأكثر مناسبة للسفر، ما يعين المرأة ذات التوجه المحافظ على الحصول على خيارات محتشمة وأنيقة في السفر، والمناسبات المسائية.
وعلى الرغم من اعتماد المصممة على الخامات المسائية الراقية، إلا أنها فضلت أن تبقي القصات في إطارها المعتاد، الذي عرفت به حصة الفلاسي، والتي تتميز بالبساطة والراحة، والتفاصيل الصغيرة اللافتة، بعيداً عن القصات الضيقة، التي جمعتها مع عباءات ذات قصات واسعة أيضاً، تفاوتت بين المنسدلة، أو ذات الياقات الرسمية، أو المسائية اللماعة بقدر من الشفافية، مع ميل إلى تعزيز فكرة الحركة العفوية للخامات، والقصات ذات النهايات غير المغلقة.
مرايا ملونة
أما المصممة العمانية ريان السليماني، فقدمت من خلال علامتها «أتيلييه زهرة»، مجموعة سهرة راقية، مالت إلى الخامات المشغولة بالكامل، والتنانير المنفوشة بكشكشات كثيفة، إضافة إلى اعتماد فكرة القماش المعتمد على فكرة المرايا المتكسرة والملونة، ورغم أن المجموعة لم تقدم فكرة جديدة لفساتين السهرة، إذ بدت القطع مستوحاة من أخرى تكررت في سنوات سابقة لدور أزياء مختلفة، إلا أن المصممة كانت قادرة على جمع الأفكار تحت سقف واحد، وبتنفيذ جيد، يعد بقدرتها على تقديم تشكيلات أفضل مستقبلاً.
كلاسيكية عصرية
اعتمدت المصممة السعودية سديم الشحيل فكرة تحويل الأشكال والتعابير المحلية التقليدية السعودية، إلى محور مجموعتها الأخيرة، في مجموعة استطاعت أن تجمع بين الكلاسيكية في القصات والخامات والرقي، والروح العصرية لامرأة سعودية واثقة، جريئة، وقوية، قادرة على أن ترفع على عاتقها فخر شعب عريق التاريخ، إلى مستقبل يحتاج إلى روح التمرد الكامنة بداخلها، بدمج ذكي ومتوازن.
مالت القصات التي قدمتها المصممة السعودية إلى المسائية المنسدلة والطويلة، بتموجات عفوية تراقصت حريرية واسعة، بكثير من الخطوط الهندسية التي زينت الخصر، والأكتاف، والأكمام، مع تركيز واضح على الألوان الأحمر، والأبيض، والأسود، وعلى فكرة الطبقات والأوشحة المثبتة فوق الفساتين المنسدلة، والتي نفذت بحرفية وجودة عالية، أعطت للأفكار البسيطة والقوية، قبولاً واهتماماً مميزاً.
تكرار غالب
اختتمت «فاشن فوروود» عروضها أول من أمس، بمجموعة المصمم الكويتي يوسف الجسمي، التي كانت كالمعتاد تركز وبشكل متوقع على الفساتين التي تعتمد بالكامل على بريق الكريستال، دون أن يجدد في الفكرة التي أصبحت بصمته الدائمة، مع وجود اختلاف كبير بين ما يمكن اعتباره بصمة، أو تكراراً، والصفة الأخيرة هي الغالبة على تصاميم المجموعة.
اعتمد الجسمي على تقديم مجموعة كاملة سادت عليها درجات مساءات لمّاعة، تعكس التماعة بدر فضية، بتفاوت بين الأسود والفضي، بكثير من الكريستالات والترتر اللماع الذي ساد على كامل المجموعة، بين قصات ضيقة، مغلقة، وأخرى مفتوحة، وكثير من الفتحات العالية الكاشفة عن السيقان، وخيوط القصب الكريستالي اللماع المتراقص مع الحركة، وبعض الفساتين ذات التنانير المنتفخة، وقد يكون أكثر ما كان جاذباً في العرض، هو اعتماد مقطع من أغنية للمطربة الأميركية «مادونا» في فيلم «إيفيتا».
[email protected]