أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما اعتزام بلاده تكثيف الجهود الرامية إلى إضعاف وتقويض تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، مشيرا إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة يحرز تقدما، رغم إقراره بصعوبة المهمة.
وشدد أوباما خلال اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن القومي الأميركي في مقر وزارة الدفاع (بنتاغون) الأربعاء على "أهمية دعم الجهود العراقية في إعادة تشكيل القوات الأمنية، بما فيها خطتهم لخلق هيكل جديد للحرس الوطني للاندماج مع العناصر الأمنية المحلية بشكل أكثر فاعلية ومحاربة تنظيم الدولة".
وقال بيان صادر عن البيت الأبيض بعد الاجتماع، إن الفريق الأمني أطلع أوباما على آخر مساهمات الحلف الدولي، بما في ذلك الحوارات الدائرة مع الشركاء الرئيسيين، للعمل على دمج قدراتهم ضمن إستراتيجية أوسع لمحاربة تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
وأعاد أوباما التأكيد على أن "المهمة ما زالت صعبة ولا يمكن حل المسألة بين عشية وضحاها". مشيرا إلى أن الأمر المهم هو الإجماع الواسع النطاق "ليس فقط في المنطقة بل بين دول العالم أيضا، على أن تنظيم الدولة في العراق والشام يشكل تهديدا للاستقرار وللأمن والسلم الدولييْن".
تحرك أكبر ويأتي الاجتماع مع تقدم تنظيم الدولة في بعض المناطق بالعراق واحتدام المعارك بين عناصره والمقاتلين الأكراد في عين العرب (كوباني) السورية الحدودية مع تركيا، حيث أعلنت واشنطن الأربعاء أن الضربات الجوية لا تكفي لإنقاذ المدينة التي تتضارب الأنباء بشأن اقتحامها من قبل مقاتلي التنظيم.
وقال الكولونيل البحري جون كيربي خلال مؤتمر صحفي إن "الضربات الجوية وحدها لن تتمكن من ذلك، ولن تحل المشكلة وتنقذ كوباني"، مضيفا أن ذلك لن يثني التحالف على مواصلة ضرب مواقع التنظيم.
وأوضح كيربي أن إلحاق الهزيمة بالتنظيم يتطلب وجود "جيوش قادرة، مثل المعارضة السورية المعتدلة والجيش العراقي، ولكن هذا يتطلب وقتا"، مشيرا إلى أنه "ليس لدينا في الوقت الحالي شريك متطوع قادر وفعال على الأرض داخل سوريا".
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي في تصريح تلفزيوني إن تنظيم الدولة "عدو يتعلم من أخطائه، وبدأ مقاتلوه يعرفون كيف يناورون ويتخفون وسط السكان".
وأشار إلى أن مقاتلي التنظيم "أصبحوا أكثر مهارة في استخدام الأجهزة الإلكترونية، وما عادوا يرفعون أعلامهم أو يتنقلون في أرتال طويلة كما كانوا يفعلون في السابق، ولا يقيمون مقرات قيادة يمكن رؤيتها وتحديدها".
وفي إطار تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لمحاربة تنظيم الدولة، من المنتظر أن يصل إلى أنقرة اليوم الخميس منسق التحالف الجنرال المتقاعد جون آلن ومساعده بريت ماكغورك، وسط خلاف بين البلدين حول مسألة "المنطقة العازلة" التي تطالب بها أنقرة على حدودها مع سوريا وحظيت بترحيب فرنسي.
[email protected]