شن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية هجوما جديدا على مدينة عين العرب السورية بالتزامن مع تحذيرات أمريكية من أن الضربات الجوية وحدها لن تتمكن من اعاقة الاستيلاء على المدينة.
وقالت قيادية كردية بالمدينة لوكالة انباء رويترز إن عناصر من التنظيم تمكنت بالفعل من دخول أجزاء من المدينة وسط قصف عنيف.
وقالت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي آسيا عبدالله إن "مسلحي الدولة الاسلامية دخلوا منطقتين بالمدينة بأسلحة ثقيلة من بينها الدبابات".
ويقول بول ادامز مراسل الشؤون الدولية الموجود في موقع الأحداث "المشهد قوي للغاية وفي بعض الأحيان تطغى الأصوات الصادرة من المدينة على المشهد نفسه فقد انبعثت سحب من الدخان الكثيف مع دوي انفجارات لكن ما يبدو عن بعد أن حرب شوارع واسعة سيطرت على شرق المدينة".
وتجمع عدد كبير من الأكراد على مقربة من المدينة ليتابعوا ما يحدث لابناء عمومتهم على الجانب السوري
يأتي ذلك في الوقت الذي اشتدت فيه المعارك في كوباني بين قوات حماية الشعب الكردية المدافعة عن المدينة ومسلحي تنظيم الدولة الذي يطوقها من أكثر من محور.
وأسفرت ثلاثة أسابيع من القتال عن نحو 400 قتيلا وقرابة 16000 نازح تركوا منازلهم متوجهين نحو الحدود التركية.
وكان عسكريون أمريكيون حذروا من احتمال سقوط مدينة عين العرب السورية والمعروفة باسم كوباني في ايدي التنظيم.
ونجحت الضربات الجوية لقوات التحالف في ابطاء تقدم تنظيم الدولة وتخليه عن بعض المواقع التي احتلها في الايام الاخيرة حيث اورد المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره بريطانيا انسحاب مقاتلي التنظيم من أجزاء شرقي وجنوب غربي كوباني.
ونفذت الطائرات الولايات المتحدة والدول المنضوية معها في التحالف ثماني ضربات جوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قرب المدينة الاربعاء، حسبما قالت القيادة المركزية الأمريكية للجيش الأمريكي.
واقترحت فرنسا دعم مقترح تركيا لاقامة منطقة عازلة عند حدودها مع سورية يحظر فيها الطيران، من أجل حماية الأراضي التركية ومساعدة اللاجئين النازحين من ديارهم امام تقدم مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان هناك حاجة لتفادي وقوع مجزرة لسكان شمالي سورية.
وتشترط تركيا للمشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة عددا من الشروط من بينها اقامة منطقة حظر طيران على الجانب السوري من الحدود وهو ما تعارضه الولايات المتحدة. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية الاربعاء إن المنطقة العازلة ليس خيارا متاحا.
وأدت ثلاثة أسابيع من القتال حول المدينة الاستراتيجية إلى سقوط 400 قتيل، ونزوح أكثر من 160 ألف مواطن سوري، معظمهم من الأكراد، عبر الحدود إلى تركيا.
ويخشى سكان المدينة وغالبيتهم من الاكراد السوريين من وقوع مذبحة حال سيطر التنظيم المتشدد على المدينة.
وحال سقوط المدينة، سيقع جزء كبير من الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وهو الطريق الأساسي الذي يدخل منه المسلحون للانضمام إلى التنظيم، كما تدخل عبره إمدادات النفط من الحقول التي سيطر عليها التنظيم.
ومع تزايد حدة القتال تتزايد الضغوط على تركيا لتقديم المزيد من الدعم للقوات الكردية المقاتلة في عين العرب "كوباني".
وكان البرلمان التركي قد وافق الأسبوع الماضي على التدخل العسكري ضد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، لكنه لم يتخذ أي إجراء حتى الآن.
"إنسحاب"
ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن مسلحي"الدولة الإسلامية" تقدموا يحاولون استعادة السيطرة على المناطق التي خسروها في الشرق بسبب الغارات التي تشنها قوات التحالف.
وقال إدريس ناسان، أحد المسؤولين في عين العرب "كوباني" لوكالة رويترز إن مقاتلي "الدولة الإسلامية" نفذوا "أكبر انسحاب لهم منذ دخولهم المدينة، فهم الآن خارج مداخلها. وكان القصف فعالا بشكل دفعهم خارج الكثير من مواقعهم."
لكن رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، صالح مسلم، قال إن الوضع مازال خطرا. وقال إن مقاتلي وحدات الحماية الشعبية، الجناح المسلح للحزب، يقعون تحت ضغط شديد.
وقال مسلم "وحدات الحماية الشعبية تشترك في قتال عنيف، وتحاول حماية المدنيين. هناك عملية كبيرة ضدهم."
[email protected]