مدينة التسوّق مصطلح يطلق على مدينة ميلانو الإيطالية، وهي بالفعل ليست مدينة تسوقٍ فحسب، بل مدينة تسوق وسياحة وموضة، ومدينة تحمل هوية البلد كعاصمة. تتوسط المدينة منطقة مركزية تتجمع فيها كل الجامعات والمعاهد والمؤسسات والوزارات والمصارف وشركات التأمين، ومراكز التسوق.
شوارعها أشبه بمنصات لعرض الأزياء، سكانها يدركون معنى الأناقة، فهي مدينة التصميم والأزياء ومهد الأناقة ودار أرماني وبرادا وغوتشي ولوي فيتون وغيرها من الماركات العالمية التي تجعلك أسير لسحرها أمام واجهاتها الزجاجية. فعندما تمشي في شوارع ميلانو ستعيش لحظات فيلم «اعترافات مدمنة على التسوق» حيث سيتخيل إليك أن تماثيل عرض الملابس تنادينك. هذا لا يعني أن ميلانو ليست مدينة جميلة، ولكن لا يمكن وصفها بالجمال، فهي تحتوي على عدد من المعالم السياحية المهمة، ولكن عنوانها العريض هو التسوق وليس الاستكشاف والتمعن في ثنايا التاريخ.
ومن أهم زيارات التسوق التي لا يمكن تفويتها في ميلانو هي «الغاليريا»، عنوان التبضع الراقي وروعة التصميم، افتتح عام 1867 وصممه جوزيبي مينغوني من الزجاج والحديد، وسبق بناء المبنى برج إيفل في باريس بعشرين عاما، ولا يزال لغاية اليوم مصنفًا من بين أجمل المباني في العالم. سقفه من الزجاج ويمثل كلا من قارة آسيا وأفريقيا وأميركا وأوروبا، وأرضه مرصعة بأحجار الموزاييك ويتوسطها رسم للعجل الأشهر في ميلانو الذي يأتيه السياح من كل بقاع العالم للوقوف والتقاط الصور وهم يلفون 3 لفات من اليمين إلى الشمال على وسط جسمه، لأنه، وبحسب أهالي ميلانو، يجلب الثروة والحظ، واللافت هو أن وسط جسم العجل يكاد يختفي من كثرة وقوف السياح عليه. يحوي «الغاليريا» محلات برادا الأقدم التي افتتحت عام 1913 وانضم إليها لاحقا كل من لوي فيتون وغوتشي. وبمجرد الخروج من منطقة التسوق الرئيسية ستعثر على عدد متزايد من المحلات التي تقدم تصميمات المصممين الشباب في مجال الازياء والأثاث. كما ينتشر فيها العديد من المطاعم.
[email protected]