يدرك الوالدان جيداً ضرورة تطبيق العدل بين الأولاد، سواء في المحبة أو الرعاية أو الإنفاق، ولكن رغم حرص العديد منهم على هذا الأمر، إذا سألت الأبناء من هو الطفل المفضل لدى الأب أو الأم يجيبونك بسهولة.. فكيف يعرفون؟
بطبيعة الحال لا يصرح الوالدان لأحد أبنائهما صراحةً "أنا أحبك أكثر" أو "أنت طفلي المفضل"، ولكن تصدر منهما تصرفات عفوية، تُظهر هذا التمييز والمحاباة لا شعورياً.
بدورها، تشير خبيرة التربية أليسون للنسخة الكندية من موقع "هاف بوست" إلى هذه التصرفات الخفية، مع نصائحها حول تجنب الأمر منعاً لاشتعال "نار الغيرة"، نستعرضها في ما يلي:
1- عدم المقارنة
عندما نقارن أحد الأطفال بالآخر، فإن نوايانا تكون جيدة، على أمل التحفيز والتشجيع مثل: "أخوك أنهى واجبهُ، إذا ركزت كنت ستنهيه أنت أيضاً"، أو "أختك تنظف غرفتها، لماذا لا تفعل مثلها؟".
هي في حقيقة الأمر تصريحات غير مباشرة بأننا نحب تصرفات أشقائهم أكثر.
بالنسبة للأطفال الصغار، هذه الجمل تترجم خطأً: "لا بُدّ أنك تحبهم أكثر أيضاً"، وبدلاً من تحفيزهم، تضعف معنوياتهم ويشعرون أنهم لن يرتقوا إلى تصرفات الأخ المفضل.
2- لا تكن حكماً
غالباً ما يطلب الأطفال منك أن تتخذ موقفاً، مثل: من تبدو صورته أفضل؟ من يمكنه كتم أنفاسه لمدةٍ أطول؟ من يجري أسرع؟
لكن لا يمكن للآباء التصرف كحكم في الألعاب التنافسية حتى ولو كان الفائز واضحاً.
ربما يبدو موضوعياً أنك لا تستطيع التمييز حتى بقول الحقيقة، لكن إذا أحس الأطفال بأن أشقاءهم مفضلون أكثر، فهذا يُشعرهم أنهم أقل من أشقائهم.
3- لا تعقد منافسة بينهم
في كثير من الأحيان، نحفّز أطفالنا بالمنافسة في إدارة الوقت: "أول من يذهب إلى الحمام يفوز، أو أول من يركب السيارة للذهاب إلى المدرسة يفوز".
هي بلا شك طرق جيدة لتعجيل المتوانين، ولكنها حتماً ستنتهي بفائزٍ وخاسر. وسيشعر الخاسر بأنه أدنى منزلةً من شقيقه.
4- لا تتوقع من أكبرهم أن يكون مثلاً أعلى
يستاء الأطفال عندما يُطلب منهم أن يكونوا مثالاً جيداً لأشقائهم الصغار.
بل قد يبدو الأمر وكأنك تقول أنك أكثر اهتماماً بتأمين تجربة الصغار مقارنة بالولد الأكبر. وقد يرى الطفل الأمر تمييزاً بأن "حاجة أخي أكثر أهميةً لدى والدي ووالدتي مني".
5- لا تأخذ جانباً في أي عراك
عندما تتورط في شجار أطفالك، فأنت بالفعل تأخذ جانباً معيناً.
إذ يعتقد الآباء أنهم يتدخلون لتصحيح ظلم اقترفه أحد الأطفال تجاه الآخر، ولكنها إشكالية يصعب حلُّها.
لأن الشجار يتطلب طفلين أو طرفين كي يندلع، وكل منهما قادر على تغيير اتجاه القتال، إما بتأجيج الصراع أو بالعودة إلى السلام، وعندما تتدخل للدفاع عن طفل، فأنت لا تحمّله المسؤولية عن تواطئه في الشجار.
وغالباً ما يكون ذلك الطفل الذي يلعب دور الضحية هو من بدأ الشجار، ثم سارع بالاحتماء بالوالدين، لذا فإن تركهم لمكائدهم من دون تدخل يحسم الصراع سريعاً دون شعور التمييز أو المحاباة من الوالدين.
[email protected]