حذر باحثون بريطانيون من خطورة انتشار الألعاب الروبوتية على نفسية الأطفال وصحتهم الاجتماعية، إذ يتوقعون أن الأطفال في المستقبل القريب سيتخلون عن أفضل أصدقائهم من البشر لصالح ألعابهم الروبوتية لقضاء وقت مسل معها بدلاً من اللعب مع أقرانهم البشر.
وبحسب إحصائية أجراها مركز الروبوتات والأنظمة العصبية بجامعة بليموث البريطانية، فإن خمس الأطفال والمراهقين الذين تراوحت أعمارهم ما بين 5 سنوات وحتى 18 عاماً، قالوا إنهم يتوقعون أنهم سيصبحون أصدقاء مع الروبوتات في المستقبل.
ووفقاً للوقت الراهن، فإن بعض الشركات اتجهت نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي والأجهزة المنزلية الذكية المعتمدة على المساعدات الرقمية الصوتية، فنحو 8% من المشاركين في استطلاع الرأي، قالوا إنهم يتحدثون إلى المساعدات الصوتية الذكية مثل أمازون آليكسا وأبل سيري ويعتبرونها مثل أصدقائهم.
واتساقاً مع الإحصائية، فإن أبل تسعى لتحويل "سيري" لمعالج نفسي يقدم المشورة، استناداً إلى إنصاتها إلى أصوات البشر منذ 7 سنوات يتحدثون حول مشاكلهم الحياتية وضغوطاتهم اليومية أو ما يدور في أذهانهم أو إرشادهم بشأن صحتهم وحياتهم.
ويرى البروفيسور أنغيلو كانغيلوزي مدير المركز، أن الأطفال والمراهقين ينشؤون اليوم في ظل عصر تقنيات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الروبوتات، فيكبرون وينمون بطبيعة الحال مع تنامي الأجهزة الإلكترونية الذكية، ما يخلق علاقة "وطيدة وقوية" بينهم وبين الروبوتات في المستقبل.
شملت هذه الإحصائية نحو 1246 طفلاً ومراهقاً، وبينت النتيجة أن ربع هؤلاء حالياً يستخدمون الأجهزة المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي داخل منازلهم، بينما 41% منهم لديهم مساعد صوتي شخصي على هواتفهم الذكية.
ووجدت الإحصائية أن أغلب الأطفال يشعرون أن تعليمهم في الوقت الحالي لا يساعدهم كثيراً في أن يصبحوا مستعدين في المستقبل للتعامل مع أجهزة الذكاء الاصطناعي والروبوتات وأن تصبح جزءاً من حياتهم اليومية.
وأشارت إلى أن أكثر من ثلث المستطلع آراؤهم يجدون أنفسهم ليسوا على استعداد كاف للعمل مع التكنولوجيا المتقدمة وأجهزة الكمبيوتر في وقت لاحق من حياتهم.
وأوضحت الإحصائية أن 14% من الفئة التي تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 18 عاماً صاروا أكثر عصبية بسبب الروبوتات، بينما الثلث منهم يعبرون عن سعادتهم وترحيبهم بإتاحة الفرصة للعمل مع الروبوتات جنباً إلى جنب.
وبينت الإحصائية أن الفتيات كن أكثر قلقاً على عملهم مع الروبوتات بنسبة 19% مقارنة بـ9% فقط بين الفتيان. يُذكر أن إحصائيات سابقة أوضحت أن أكثر من نصف الشباب البريطاني قلق حول تأثير ماكينات الذكاء الاصطناعي على وظائفهم.
[email protected]