تتمثل عملية "تقميط الطفل" كممارسة قديمة في لف كامل جسد الطفل بغطاء من القماش بشكل لولبي، ويجدها بعض الآباء وسيلة لمساعدته على الشعور بالاستقرار والنوم وتقليل بكائه المفرط؛ لكن في المقابل هناك من يرى أنه يؤثر سلباً على صحته وربما يودي بحياته.
وهنا يطفو على السطح سؤال في غاية الأهمية وهو: هل يعدُّ تقميط الطفل أمرًا صحيًا أم العكس؟
يعتقد البعض أن القماط يساعد الطفل على استعادة شعوره بالسكينة الذي كان يشعر به عندما كان جنينًا في رحم أمه، وذلك بسبب الحيز الضيق والدفء اللذيْن يمنحهما القماط له؛ ما يجعله يشعر بالهدوء ويغطّ في النوم سريعًا، إضافة إلى أنه يقلل من ردود فعله المنعكسة واهتزازات جسده أثناء النوم وهذا ما يفسر نومه لفترات أطول.
لكن هناك أصوات أخرى تحذر من التقميط وترى أنه يزيد من خطر الإصابة بـ"متلازمة موت الرضّع المفاجئ"؛ إذ تشير بعض الأبحاث إلى أن الخطر ربما يكون مرتبطًا ببعض تقنيات التقميط غير الآمنة كوضع الطفل على بطنه أثناء النوم أو استخدام أغطية سميكة للتقميط أو تقميطه وتغطيته بغطاء أمه إن كان ينام في سريرها؛ ما قد يجعل درجة حرارته ترتفع وعدم مقدرته على تحريك ذراعيه أو ساقيه لتنبيه أمه أنها تقترب منه كثيرًا أثناء نومها.
نصائح
لهذا، ينصح الخبراء بعدم تقميط الطفل عندما يصبح عمره من شهرين إلى ثلاثة أشهر إن لم يكن قد اعتاد على القماط منذ ولادته؛ لأن خطر "متلازمة موت الرضّع" يكون في أعلى مستوياته، وفي الوقت نفسه يكون الطفل قد اعتاد على النوم من دونه.
كما ينصح الخبراء بتقميط الطفل منذ الولادة لكي يعتاد على ذلك، وليس بعد مرور أشهر خشية تعرضه لخطر متلازمة موت الرضّع، واستخدام قطعة قماش خفيفة لتقميطه باستثناء الرأس والكتفيْن مع وضعه على ظهره دائمًا وتجنب وضعه على جنبه أو على بطنه نهائيًا.
كما يجب التنبّه إلى تقميطه بلطف لا بإحكام شديد على أن تكون قدماه قادرتين على التحرك أو الانحناء عند منطقة الفخذين بحريّة، وضرورة التأكد من فحص درجة حرارة الطفل بانتظام، وفي حال تُرك الطفل في رعاية شخص آخر، يُفترض التأكد من أن ذلك الشخص على دراية كافية بكيفية تقميط الطفل بأمان.
[email protected]