يُعدُّ الطفل الهادئ نعمةً كبيرةً بالنسبة للأهل، ومحطَّ أنظار الجميع لسلوكه وأخلاقه الحميدة، لكونه قليل الحركة، يسمع الكلام، ولا يُزعج أحدًا، حتى وإن كان الصحيح أن يتحرّك ويلعب بشكل مستمر.
وعما إذا كان هدوء الطفل المبالغ به، أمرًا جيدًا أم سيئًا، بيّنت اختصاصية تربية الطفل سيرسا قوفبز أن هدوءه الزائد قد ينتج عن إصابته بمشاكل صحية، أهمها مرض التوحّد الذي بات ظاهرة منتشرة بين الأطفال بصورة كبيرة، هذا من جهة.
أمّا من جهة أخرى، قد تكون مشاكل نفسية يعاني منها، تتعلّق بتجاهل أسرته لشؤونه، ولمسألة قلّة تواصله مع الآخرين، من باب الخجل أو الخوف أحيانًا، لذلك يجد في الهدوء ملاذًا للابتعاد عن كل ما يزعجه.
كلُّ هذه الأمور، بحسب قوفبز تُؤثّر سلبًا على نموه الجسمي والنفسي والاجتماعي؛ فالطفل الذي لا يلعب مع أقرانه ولا يتواصل معهم ينبغي معرفة الدافع وراء قلّة حركاته ونشاطاته. مقابل ذلك، تُعدّ حركته الزائدة مشكلة وتحتاج للاهتمام والعلاج.
كيفية إنعاشه ومعالجة هدوئه
بدأت قوفبز أولى نصائحها بالاستماع للطفل والاستفسار عما يضايقه أو ما يمرُّ به خلال اليوم، والاهتمام بما يقوله، وإذا تطلّب الأمر عرضه على اختصاصي نفسي أو طبيب أطفال فليكن ذلك.
وعلى أسرته اصطحابه لشراء بعض الألعاب التي تتضمّن ألوانًا وأصواتًا وحركات، ومساعدته على ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة الجسدية لتغيير نمط حياته اليومي.
ولا بد من دمجه مع الأطفال، وتشجيعهم على سحبه كي يشاركهم اللعب، ويكتشف البيئة المحيطة به، بإشراف أسرته.
الأهمُّ من ذلك، وفق قوفبز، عدم إجبار طفلهم على القيام بشيء لا يحبه أو يجد صعوبة فيه، حتى لا تنعكس بصورة سلبية عليه، ويُفضّل التدرُّج معه خطوة بخطوة، دون استعجال، لينتقل إلى مرحلة التحرُّك واللعب والتشارك مع إخوانه والآخرين دون ممارسة أيّ ضغوطات عليه.
[email protected]