احتفلت جمعيّة الروح الطيبة في صندوق أريسون بتخريج المجموعة الأولى من المتطوعين لمكافحة العنف، ضمن مشروع "يد للمجتمع"، والذين اجتازوا دورات التطوّع في مجالات مكافحة آفة العنف ومكافحة الحوادث البيتيّة التي يتعرّض لها الأطفال، وتقديم الإسعاف الأوّلي، وذلك بالتعاون مع جمعيّة آذار ومؤسّسة بطيرم ووحدة الإنقاذ. وتضمّنت هذه المجموعة متطوعين من سخنين ودير حنا وعرابة وعكا وبئر المكسور، علمًا انّ عدد المتطوعين الكلي ضمن الفوج الأوّل بلغ 280 متطوّع ومتطوعة من 23 بلدة عربية، وسيتم الاحتفال بتخريج بقيّة المتطوعين ضمن هذا الفوج في الأسابيع القريبة المقبلة في مراكز التطوع القائمة في طمرة ودبورية ونحف ورهط. كما سيتم إطلاق الفوج الثاني من المتطوعين من 30 بلدة عربية أخرى في غضون شهر.
وشارك في الحفل الختامي رئيس بلدية سخنين، د. صفوت أبو ريا، ومدير المجتمع العربي في جمعية الروح الطيبة وصندوق أريسون، هلال حاج يحيى، إلى جانب طواقم الارشاد والمتطوعين الذين حصلوا على شهادات إنهاء تؤهلهم البدء بالعمل التطوعي في مجالات الاختصاص التي اختاروها.
ويشار إلى أنّ مشروع "يد للمجتمع" هو الأوّل من نوعه في المجتمع العربي والذي يهدف إلى تأهيل المئات من المتطوعين الذين سينخرطون بالعمل التطوعي في بلداتهم لتطويرها وخدمة أهلها، ويعتمد المشروع على بناء وحدات تطوّع قياديّة في كافة البلدات العربية في مجالات عديدة ومتنوعة بالتعاون مع مؤسّسات وجمعيّات محلية، بحيث تتخصّص كل مجموعة تطوعيّة في مجال محدّد بعد أن تجتاز التأهيل المناسب.
وتمّ حاليًّا إنهاء المرحلة الأولى من المشروع بالتعاون مع جمعيّة آذار ومؤسّسة بطيرم ووحدة الإنقاذ، علمًا أنّ المشروع يهدف إلى ضم أكبر عدد ممكن من المؤسّسات والجمعيات الناشطة في المجتمع العربي في مراحله المقبلة. وشملت المرحلة الأولى من المشروع تأهيل المتطوعين في ثلاثة مجالات وهي مكافحة آفة العنف بالتعاون مع جمعيّة آذار، ومكافحة الحوادث البيتية التي يتعرض لها الأطفال بالتعاون مع مؤسّسة بطيرم، ومجال الإسعاف الأولي بالتعاون مع وحدة الإنقاذ، وتمّ بناء مجموعات تطوعيّة بحيث تخصّصت كل مجموعة في مجال معيّن وتلقت التأهيل المناسب لتهيئتها للعمل التطوعي في مجال تخصّصها، وحصل المتطوعون عند نهاية التأهيل على شهادات إنهاء تمكّنهم من بدء نشاطهم التطوعي في المجال والمساهمة في التغيير الإيجابي داخل البلدات العربية.
وسيتم في المراحل المقبلة للمشروع ضم مؤسّسات أخرى في مجالات تطوعيّة عديدة إضافيّة، وضم المزيد من البلدات العربية، وإشراك الالاف من أبناء الشبيبة العرب في العمل التطوعي، وبهذا يكون هنالك في كل بلدة وبلدة عدّة مجموعات تطوعية، تنشط كل مجموعة في مجال تطوّع مختلف بحسب تخصّصها، وستدار كل المجموعات من قبل جمعيّة الروح الطيبة والتي ستقدّم كل الدعم وآليات المساعدة لإنجاح المشروع.
دالية مجدوب، هي إحدى المتطوعات في مجال مكافحة العنف من عكا وتبلغ 45 عامًا وهي أم لخمس بنات، وتقول دالية إنّها تحب المساعدة وبسبب حدوث عدّة حالات عنف في عكا في الآونة الأخيرة، قرّرت المشاركة في الدورة للتعرّف على سبل تقديم المساعدة والأدوات المتوفرة لتتمكّن من التطوع في مجال مكافحة العنف.
راوية عاصلة من عرابة، تبلغ 37 عامًا وهي أم لخمسة أبناء وتعمل في مجال التدريس. شاركت راوية في دورة مكافحة العنف لأنّه خلال عملها صادفت العديد من حالات العنف وقرّرت نقل المعرفة التي اكتسبتها للطلاب والأهالي لمكافحة هذا الظاهرة.
وقال من جانبه مدير المجتمع العربي في جمعية الروح الطيبة وصندوق أريسون، هلال حاج يحيى: "انا سعيد ومنفعل أنّه بعد أكثر من سنة من العمل على بناء المشروع، وصلنا إلى هنا. أخيرًا نجحنا في بناء وحدات تطوع مهنية في البلدات العربية والتي ستقدّم خدمات أساسيّة بالغة الأهمية للسكان العرب. هذه الوحدات هي فخر للمجتمع العربي الذي يستمر في تقوية علاقته وتعاونه مع جمعيّة الروح الطيبة. التغيير الجماهيري يبدأ من داخل المجتمع وليس فقط من القيادة".
وبدوره قال رئيس بلدية سخنين، د. صفوت أبو ريا: "انا سعيد بأن سخنين استضافت أحد مراكز الارشاد ضمن مشروع يد للمجتمع، وأنّنا نشارك في وحدات التطوع التي تعود بالفائدة على الجمهور كله. كرئيس للبلدية سأقدّم كل الدعم للحفاظ على هذه الوحدات التطوعية سويًّا مع جمعيّة الروح الطيبة، لأنّ كل مبادرة ونشاط في المجال الجماهيري هو بركة للمدينة التي أحبها وأعمل لصالحها".
[email protected]