قد لا يخطر في بالك أن تختاري الفلبين وجهةً سياحيّةً، لأنّها لم تشتهر في أنحاء العالم كبعض الدول الأخرى، التي حظيت بسمعة سياحيّة مرموقة تغري بالاكتشاف. ولكنك، لن تتردّدي في زيارتها مرّة أخرى، إذا زرتها مرّة.
تقع جمهورية الفلبين في جنوب شرق آسيا، غرب المحيط الهادي. ويتّسم شعبها بالطيبة والبساطة، وبحبّه للغناء والرقص، كلّما كانت هناك مناسبة للاحتفال. والاتصال مع السكّان المحليين سهل وبسيط، بحيث يُمكنك إقامة علاقات صداقة معهم، تستمرّ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى بعد مغادرتك البلاد!
وهي تشتهر بمناخ استوائيّ يسهل عليك التكيّف معه، لأنه لا يصل إلى درجات الحرارة الباردة أو الساخنة المتطرّفة. ولعل أفضل وقت للذهاب إلى تلك البلاد هو بين نوفمبر (كانون الثاني) ومايو(أيار).
صحيح أنّ المطبخ الفلبيني ليس مشهوراً في جميع أنحاء العالم، إلا أنّ الموادّ الغذائية الفلبينيّة هي مزيج من الملايو والصينية والإسبانية، فيما النكهات تتكشّف عن المطبخين الياباني والأمريكي.
ولا بدّ لك، هناك، من أن تتذوّقي العصير المعدّ من الحمضيّات التي تشتهر بها، وحلوى "هالو-هالو" المعدّة من الحليب، والفاصولياء، والفاكهة، و"الآيس كريم". ولا تنسي تجربة تذوّق "البانسيت"، وهو عبارة عن نوع من أنواع من المعكرونة مع الخضر واللحوم، فضلاً عن طبق "أدوبو"، الذي يحتوي على كمّ من الدجاج ولحم البقر، المطبوخين مع الخلّ وصلصة الصويا.
وتجدر الإشارة إلى أنّ صنوف الفاكهة في الفلبين تجعل اللعاب يسيل لها، وخصوصاً الأناناس، وجوز الهند، والمانجو، والبابايا.
ومن أشهر المعالم السياحيّة في الفلبين:
1- جزيرة "بوراكاي"
متواضعة في مساحتها، تبعد نحو 315 كيلومتراً جنوب "مانيلا"، وكيلومترين قبالة الطرف الشمالي الغربي من جزيرة "باناي". وهي تُعتبر واحدة من أكثر الوجهات في العالم ملاءمة للاسترخاء، بفضل ما تضمّه من شواطئ رمليّة، حيث يُمكن للسائح ممارسة رياضة الغوص، والتزلّج الهوائي، كما ركوب الخيل.
كما تسمح جولات القارب للزائر بمشاهدة غروب الشمس، واكتشاف الكهوف البركانيّة والخلجان النائية، إلى جانب الاستمتاع بأمسيات ليليّة ممتعة، تُقدّم فيها أشهى الأطباق، وتستمرّ حتى الفجر.
2- حديقة نهر "بويرتو برنسيسا"
تقع هذه الحديقة المفتوحة أمام الجمهور على الساحل الشمالي لجزيرة "بالاوان بويرتو برنسيسا"، حيث يكمن واحد من أطول الأنهار الجوفية الصالحة للملاحة في العالم، بطول إجمالي يبلغ 8 كيلومترات و200 متر.
ولاكتشافها، يأخذك الزورق في رحلة تستغرق حوالى 45 دقيقة، حيث ستتمكّنين من تجربة جمال الصواعد والهوابط، التي تشكّلت على مدى آلاف السنين، وكذلك رؤية الخفافيش التي تعيش في الكهوف!
3- بركان "مايون"
يرتفع أكثر من 2400 متر فوق مستوى سطح البحر.
إنّه البركان الأكثر نشاطاً في الفلبين، بعد أن ثار أكثر من 49 مرّة، في الـ400 سنة الماضية. ووقعت ثورة البركان "مايون" الأشدّ ضرراً في 1 فبراير (شباط) 1814.
وهناك، يُمكن للزوار التمتّع بعدد من الأنشطة، مثل التخييم، وتسلّق الجبال، والمشي، ومشاهدة الطيور، والتصوير الفوتوغرافي.
4- "تلال الشوكولاتة"
تقع في جزيرة "بوهول"، وتُعتبر أيقونة جيولوجيّة لدولة الفلبين، وتتكوّن من 1268 تلّة ذات شكل هرميّ، ومتشابهة حجماً وارتفاعاً. ويُغطّي عشبٌ أخضر هذه التلال، ويلبث لونه أن يتحوّل بنيّاً في موسم الصيف، الذي يمتدّ من فبراير (شباط) إلى مايو (أيار)، ما يُشعر الناظر أنّ تلك التلال مكسوّة بالشوكولاتة!
[email protected]