قال النائب عيساوي فريج إن اعتذار إيهود براك عن جريمة قتل 13 شاباً عربياً (12 مواطناً إسرائيلياً وشاب فلسطيني من قطاع غزة) هو خطوة إيجابية، لكنها ليست كافية إطلاقاً، خاصة وأن هذا الاعتذار لا يمكن أن يعوّضنا، مجتمعنا العربي عموماً وعائلات الشهداء خصوصاً، عن الخسارة الفادحة والمأساة المستمرة بفقدان هؤلاء الأبناء وهم في ريعان الشباب.
وأضاف فريج: ولكي لا يكون هذا الاعتذار مجرد ضريبة كلامية في أجواء وظروف انتخابية، ولأغراض انتخابية، يجب أن يكون بمثابة شرط أولي تتبعه خطوات عملية محددة، يلتزم براك من خلالها ويتعهد بالعمل الفعلي، من أي موقع يحتله وبكل الوسائل التي تتاح له، على تلبية جملة من المطالب المركزية لمعالجة آثار عقود متواصلة من التمييز والاضطهاد المؤسساتي ضد المواطنين العرب في الدولة. وفي مقدمة هذه المطالب: 1. التعهد بالتجنيد والعمل من أجل إلغاء "قانون القومية"؛ 2. التعهد بالعمل لوضع خطة حكومية رسمية وتخصيص الميزانيات اللازمة لها لمحاربة العنف والجريمة في الوسط العربي، بما يضمن اجتثاث هذه الآفة نهائياً وضمان أمن وأمانة المواطنين في القرى والمدن العربية؛ 3. العمل لوضع خطة حكومية رسمية، وتخصيص الميزانيات وطواقم العمل التنفيذية اللازمة لها لتحسين الأوضاع الاقتصادية ـ الاجتماعية في الوسط العربي.
وكان إيهود براك تحدث اليوم في برنامج إخباري في إذاعة "كان ـ ب" العبرية وعقب، رداً على سؤال مقدمة البرنامج، على المقال الذي كتبه النائب عيساوي فريج ونًشر في صحيفة "هآرتس" اليوم الثلاثاء، وطالب فيه براك بالاعتذار عن جريمة قتل الشبان العرب الـ 12 مواطني دولة إسرائيل خلال "هبة القدس والأقصى" في أكتوبر 2000، حين كان براك رئيسا للحكومة. وكتب فريج في مقالته في "هآرتس" إن "المسؤولية الأولى والمباشرة تقع على عاتق إيهود براك، الذي كان رئيسا للحكومة، رغم أنه ليس الشخص الذي ضغط على الزناد وليس الشخص الذي أصدر الأوامر (بالقتل) بصورة مباشرة، لكنه كان صاحب الصلاحية، ولذا فالمسؤولية تقع عليه". وأضاف فريج، في مقالته: "عائلات الشهداء تستحق الاعتذار من براك ومن دولة إسرائيل كلها. لا مكان لتبرير مثل هذا التصرف البوليسي الدموي الذي يجبي أرواح 12 مواطناً ولا مكان للتفسير، بل لطأطأة الرأس فقط وطلب المغفرة، على أمل أن يجد من هو مستعد للإصغاء له وقبول اعتذاره"!
وتطرق براك، خلال المقابلة الإذاعية باللغة العبرية إلى مقالة فريج فقال: "ما كتبه النائب عيساوي فريج على غاية من الأهمية، نابعة من قلب متألم ... أقوال هامة ومؤلمة". وأضاف: "أنا أتحمل كامل المسؤولية عن كل ما حدث خلال فترة رئاستي للحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك أحداث أكتوبر 2000". وتابع: "لا مكان لقتل متظاهرين بنيران قوات الأمن والشرطة في دولة إسرائيل، التي هي دولتهم. إنني أعرب عن أسفي واعتذاري أمام العائلات وأمام المجتمع العربي كله".
[email protected]