أبرزت وسائل الإعلام العبرية اليوم الخطاب الذي ألقاه عضو الكنيست عيساوي فريج في افتتاح الحملة الانتخابية لحزب "ميرتس" لانتخابات الكنيست الـ 22 التي ستجرى يوم 17/9 القادم، وخاصة ما ورد في كلام فريج الموجه مباشرة إلى إيهود براك، رئيس الحكومة الأسبق ورئيس حزب "إسرائيل ديمقراطية" الجديد.
افتتح فريج حديثه عن براك بالتذكير بأن براك كان يستعد لخوض المنافسة على رئاسة الحكومة في انتخابات العام 1997 وفي إطار استعداداته، سافر إلى بلدة نتيفوت في الجنوب وقدم فيها اعتذاراً علنياً وصريحاً عن الغبن التاريخي الذي ألحقه حزب "مباي" (ثم "المعراخ"، ثم العمل" الذي كان يترأسه براك آنذاك ويخوض المنافسة الانتخابية ممثلاً له) بأبناء الطوائف الشرقية من اليهود.
واليوم، بعد 22 عاماً على ذلك الاعتذار، يطلق براك نفسه بالون اختبار بشأن نيته الاعتذار مرة أخرى، ولكن أمام المواطنين العرب هذه المرة.
وأضاف النائب فريج: براك هو ماكينة سياسية، بمعنى أن كل شيء لديه محسوب ومخطط. أما فيما يتعلق بالمجتمع العربي، فيبدو أن شيئاً ما قد تشوش لديه، في حساباته هذه. 19 عاماً مرت منذ أحداث أكتوبر 2000 التي قتلت فيها شرطة إسرائيل 13 شاباً عربياً من مواطني دولة إسرائيل. إيهود براك، الذي كان رئيساً للحكومة آنذاك، وقت ارتكاب هذه الجريمة، لم يعتقد طوال هذه السنوات الـ 19 كلها بأن العرب مواطني إسرائيل يستحقون مثل هذا الاعتذار. بكونه سياسياً يبني خطواته على حسابات دقيقة، كان براك حريصاً على التصالح مع جميع خصومه السياسيين، إذ دعاهم جميعاً إلى لقاءات وأبدع أمامهم ببلاغته الخطابية الممتازة. دعاهم جميعاً، باستثنائنا نحن، العرب. كان يعرف جيداً هول تلك الضربة التي تلقيناها، الإهانة المريبة، من قبل رئيس حكومة معدود على اليسار بالذات. كان يعرف جيداً، لكنه اختار أن يتجاهل، لأننا ـ كما يبدو ـ لم نكن على مستوى كاف من الأهمية في نظره، لم نكن على قدر من الأهمية بالنسبة له.
وأردف النائب فريج قائلا: أما الآن، وبينما براك يواجه ضائقة سياسية عشية الانتخابات، فهو يرى أن وصمة أكتوبر 2000 تطارده وقد تبقيه خارج صفوف أي إطار وحدوي في الوسط واليسار، ولهذا فهو يتذكر أن يعتذر الآن. لكن هذا الاعتذار ليس حقيقياً، بل اعتذار متعالٍ متعجرف. هذا هو إيهود براك الحقيقي.
وختم فريج قائلا: ولهذا كله، أدعو إيهود براك إلى عدم تقديم الاعتذار والتنازل عن محاولته البائسة هذه لشق صفوف اليسار ـ الوسط. أقول له: عُد إلى بيتك في الأبراج الفخمة واترك لنا إمكانية العمل من أجل إقامة إطار مشترك قادر على تعزيز وتعميق الشراكة السياسية اليهودية ـ العربية. كان لديك متسع كاف من الوقت لتحاول إصلاح أخطاء الماضي، لكنك تجاهلتها وكل ما تبقى لك أن تفعله الآن هو: أن لا تعرقل!
[email protected]