تعززت خلال الأشهر الماضية قناعة القيادة العسكرية الشمالية الإسرائيلية بان حزب الله سينفذ تهديداته وخطته الهجومية التي تستهدف مناطق في إصبع الجليل أو حتى الجليل الغربي إذا ما اندلعت حرب ثالثة في لبنان .
وقال موقع " يديعوت احرونوت " الالكتروني الذي أورد النبأ اليوم " الأحد " إن السيناريو الكئيب هذا يرتبط بالمتغيرات التي رصدتها إسرائيل مؤخرا والتي طرأت على حزب الله خاصة المتغيرات المتعلقة بالسياسة التي أطلق عليها أمين عام الحزب نصر الله " كسر الصمت " .
ونقل الموقع عن مصادر رفيعة في الجيش الإسرائيلي قولها " أجرينا تغيرات دراماتيكية على خططنا الدفاعية على طول الحدود ولدينا القدرة لمواجهة كل تهديد ولا يوجد منطقة أو نقطة جغرافية في لبنان لا يمكننا تحقيق التفوق الساحق فيها لصالح الجيش الإسرائيلي ".
ومع ذلك أكد الموقع العبري بان الحديث لا يتعلق بإنذار محدد يتعلق بنية حزب الله أن يشن الحرب فورا على إسرائيل أو بشن هجوم بري مفاجئ لكن الحديث يدور عن مخاوف اشتعال الجبهة نتيجة وقوع حادث معين يسقط خلاله قتلى ويؤدي إلى اندلاع الحرب خلال وقت قصير .
وينظر الجيش الإسرائيلي وفقا للموقع الى تصريحات السيد حسن نصر الله حول نية الحزب احتلال الجليل بصفتها أقوال وتصريحات بعيدة المدى ومع ذلك هناك تقديرات داخل الجيش تشير إلى قيام حزب الله خلال الأيام ألأولى من الحرب القادمة باجتياح سريع عبر عدة كتائب مقاتله كيبوتسات وتجمعات سكنية إسرائيلية تبعد عشرات الأمتار من خط الحدود ويتوقع أن تضم كل كتيبة مقاتلة من 100- 200 مقاتل من قوات النخبة التابعة لحزب الله.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن حزب الله راكم خبرات هجومية كبيرة من خلال مشاركته في عمليات هجومية بمشاركة قوات كبيرة استهدفت مدن وبلدات حدودية سورية مثل القصير وتلال القلمون وذلك على عكس العمليات الهجومية التي شنها سابقا ضد الجيش الإسرائيلي وكانت عبارة عن هجمات محدودة المكان والعدد شارك فيها خلايا تضم الواحدة منها حوالي 10 مقاتلين سيشن حزب الله هذه المرة على إسرائيل هجمات واسعة يشارك فيها حوالي 100 مقاتل بهدف السيطرة على مناطق إسرائيلية لمدة 3-4 ساعات على الأقل وهناك إمكانية أيضا للسيطرة على جزء من كيبوتس أو تله أو خط جبلي وربما وصل الأمر إلى احتلال موقع عسكري حتى يحقق الحزب انجازا دعائيا غير مسبوق .
ووفقا لاعلانات حزب الله خلال الفترة السابقة تتوقع إسرائيل أن يجري مثل هذا الهجوم في أربعة أماكن بالتوازي وعلى طول خط الحدود وسيهاجم الهدف الواقع أقصى الغرب بقوات كوماندو بحري وستشمل عملية من هذا القبيل إطلاق صواريخ مضادة للدبابات باتجاه تجمعات الجيش الإسرائيلي ونيران الرشاشات بهدف تثبيت القوات الإسرائيلية ومنعها من التحرك لكن قبل هذا سيطلق الحزب نيران صاروخية ثقيلة وقصيرة المدى مثل صواريخ بركان التي يمتلكها حزب الله يطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم " الصاروخ الهجين " وهي صواريخ غير "أصلية " مصنعة محليا" وهي قصيرة المدى وتحمل رؤوس متفجرة بزنة 100-500 كلغم من المواد شديدة الانفجار ويستخدمها حاليا الجيش السوري في الحرب الدائرة ويكمن تفوق هذه الصواريخ وميزتها في حجم الدمار الهائل الذي تلحقة وصعوبة ان لم نقل استحالة اعتراضها من قبل الجيش الإسرائيلي .
وتتطرق سياسة " كسر الصمت " التي انتقل اليها حزب الله خلال العام الماضي وبعد سبع سنين من الهدوء في الأساس الى رد فعل الحزب على هجمات جوية إسرائيلية وشملت عمليا الرد التي قام بها حزب الله خلال العام الماضي وفقا لموقع لاقوال ضابط اسرائيلي وصفه موقع " يديعوت احرونوت " بالكبير تنفيذ خمسة عمليات بينها تفجير عبوتين ناسفتين تزن الواحدة منها 20 كلغ ضد قوة إسرائيلي في مزارع شبعا " هار دوف" يضاف إليها أربعة عمليات نفذها الحزب انطلاقا من الحدود السورية بينها تفجير عبوة ناسفة قرب مجدل شمس وإطلاق صواريخ في منطقة جبل الشيخ.
خطة لإخلاء الكيبوتسات الشمالية
وقال الضابط المذكور " نجري خلال هذه الأسابيع تغيرات دراماتيكية على خطتنا الدفاعية على طول الحدود الشمالية بينها بلورة خطة احتياطية تتضمن إخلاء التجمعات السكنية القريبة من الحدود فور اتخاذ المستوى السياسي قرارا بذلك وفيما يمتلك بقوات حزب الله فيبلغ عدد مقاتليه 30 ألف عنصر نصفهم عبارة عن قوات احتياط تلقوا تدريبات لخمسة أيام فقط لذلك يجب آن نأخذ هذا الأمر بالحسبان ".
وأضاف الضابط " احد خياراتنا لمنع هجوم بري من قبل حزب الله هو القيام بهجوم استباقي لاحتلال مناطق لبنانية قريبة وعلى عكس قطاع غزة هناك جزء من كيبوتسات الشمال ملاصقة تماما لخط الحدود وقريبة جدا من القرى اللبنانية ما يعني عدم وجود مسافة أمنة ".
وفيما يتعلق بخطر الأنفاق قال الضابط الكبير بأنه لا يوجد حاليا إشارات على وجود مثل هذه الأنفاق لكن حزب الله لا يحتاج إلى الأنفاق بل سيستخدم ويستغل الطبوغرافيا الجبلية والمعقدة التي تصعب من فرص السيطرة والتحكم من قبل قوات الجيش المسئولة عن الأمن الجاري .
[email protected]