نفى وزير الخارجية التقارير التي تحدث عن استجابة فاترة من جانب الدول العربية لجهوده الرامية إلى تشكيل تحالف وموسع لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية".
وفي تصريحات أدلى بها في تركيا، قال كيري إنه راض للغاية عن استجابة السعودية وآخرين.
وكان كيري قد التقى مع ممثلي 10 دول عربية في مدينة جدة السعودية لبحث إنشاء التحالف المأمول.
وهذه الدول هي مصر والعراق والأردن ولبنان ودول مجلس التعاون الست بما فيها السعودية وقطر.
وقال كيري إنه سيكون من غير الملائم أن تشترك إيران في تحالف يسعى إلى قتال مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية."
جاء تصريح كيري قبيل مغادرته أنقرة متوجها إلى القاهرة السبت لمواصلة جولته الهادفة إلى حشد التأييد للتحالف.
وقال الوزير الأمريكي إنه على ثقة من قدرة الولايات المتحدة على بناء تخالف دولي واسع من دول أوروبية وعربية.
وقد عرضت إيران والولايات المتحدة عونا عسكريا لوقف تقدم مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال وغرب العراق.
غير أن واشنطن وطهران يختلفان بشأن البرنامج النووي الإيراني والأزمة السورية.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما كشف يوم الأربعاء الماضي خططه لتوسيع الحملة العسكرية تنظيم "الدولة الإسلامية" في المنطقة.
31 ألف مقاتل
ووافقت 10 دول عربية حتى الآن على مساعدة واشنطن في قتالها ضد التنظيم الذي تقول وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي آيه إنه ربما يكون لديها ما يقرب من 31 ألف مقاتل على الأرض.
وعرضت فرنسا أيضا دعمها للعمل العسكري ضد الجماعة المتشددة، كجزء من تحالف تشكله واشنطن.
ومن المتوقع أن تستضيف باريس الاثنين مؤتمرا دوليا لمناقشة الحملة.
وفي مؤتمر صحفي في أنقرة الجمعة، قال كيري إنه لم يُطلب منه رسميا مناقشة "وجود إيران" في مؤتمر باريس.
وأضاف "غير أنني اعتقد أنه في ظل الظروف الراهنة، لن يكون (وجود إيران) ملائما في ضوء العديد من القضايا الأخرى فيما يخص بمشاركتهم ( الإيرانيين) في سوريا وأماكن أخرى".
وتساند إيران حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بينما تدعم الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية والخليجية الفصائل المسلحة المعارضة التي تقاتل للإطاحة به.
وتخوض الولايات المتحدة ودول غربية أيضا مباحثات مع إيران أيضا بشأن برنامجها النووي الذي تخشى الدول الغربية من إمكانية استخدامه لتصنيع قنبلة نووية. وتنفي إيران بشدة صحة هذا الادعاء وتؤكد أن برنامجها النووي سلمي.
مخاوف تركية
وأجرى كيري الجمعة مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب أرودغان ورئيس وزرائه أحمد داوود أوغلوا سعيا لتأمين مزيد من التعاون من جانب الحكومة التركية في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية."
وقد رفضت تركيا السماح باستخدام قواعدها الجوية لشن هجمات على مواقع تنظيم الدولة.
ويقول جيم موير، مراسل بي بي سي في أربيل إن أحد أسباب الموقف التركي هو خشية أنقرة على أرواح حوالي 50 رهينة تركية في يد مسلحي التنظيم، بما فيهم موظفون كانوا يعملون في القنصلية التركية في مدينة الموصل العراقية.
وبعد اجتماع كيري مع أردوغان، نقلت وكالة فرانس برس عن بيان رسمي صادر عن مكتب الرئيس التركي قوله "ستواصل الدولتان القتال ضد المنظمات الإرهابية في المنطقة كما فعلت في الماضي".
وأضاف البيان أن تركيا ستواصل تبادل المعلومات الاستخبارية مع الولايات المتحدة وتوفر الدعم اللوجستي للمعارضة السورية والمعونات الإنسانية للسوريين المتضررين من الصراع.
حملة أكثر "شراسة"
وكان كيري قد التقى الخميس مع ممثلين لـ 10 دول عربية في مدينة جدة السعودية. وقال هؤلاء الممثلون في بيان إنهم "اتفقوا على الوفاء بنصيبهم في القتال الشامل" ضد تنظيم "الدولة الإسلامية."
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إن واشنطن تستعد لحملة جوية أكثر "سراشة" مع انطالق بعض الطائرات التي تشن غارات من القاعدة الجوية في أربيل، بكردستان العراق.
وقال أوباما الأربعاء للمرة الأولى إنه إذن أيضا بشن غارات جوية على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.
وفي الشهور الأخيرة، تمددت سيطرة التنظيم من معقله في شرقي سوريا واستولى على مزيد من البلدات والمدن والقواعد العسكرية والأسلحة في العراق.
ونفذت الولايات المتحدة أكثر من 150 غارة جوية في شمال العراق. وأرسلت أيضا مئات من المستشارين العسكريين لمساعدة الحكومة العراقية وقوات البيشمركة الكردية، غير أنها استبعدت إرسال قوات برية.
[email protected]