غير شكل صارت الايام وصوت الليالي والأحلام. حلم لطالما حلمت به وما زلتُ أنا والملايين الملايين من هذه الأمّة.
سئمَت روحي من لعنة الظلام ورؤية المشاهد المقزّزة وسماع الخطابات الزئبقيّة ، وكَبُرَ نفوري من حالةٍ مُتدنيّة على جميع الأصعدة ومن اسطوانة واحدة نسمعها هي ذاتها لسنوات عديدة. فقرّرتُ أن أضيئ شمعة وسط هذا الظلام الحالك، فأنا على إيمان كامل بأنّه ليس هناك من شيء في هذه الدّنيا بعيد المنال إذا أردنا وبالتالي اجتهدنا وعملنا في شتى المجالات وأبدعنا فإنّ مَن يملك القوّة ويصنع المُعجزات هم الخيال والقصف الذهني والعمل الجاد لتحقيق الأحلام السّامية ليس إلا.
وأخيرًا أحبائي وليس آخرًا أقدّم لكم أغنية " غير شكل" اسم على مُسمّى مُبطّنة بشتى أشكال الجماليّات، خالية من اجترار الشِّعارات، غير نمطيّة، فهي صورة جميلة رسمتُها لأيّام أجمل وآمل بأن تأتي ونحياها لأننا نستحق الحياة. وهذا ليس بمستحيل. فلننظر إلى باقي الحضارات وإلى الشجر المثمر الذي يُعطي بصمتٍ ومحبة. فآمل أن تنال إعجابكم. وسعادتي تزداد حين تُساعدوني على نشرها. لأنني غنيّ فيكم وبمحبّتكم. وكم جميل في النهاية أن ألتقي بحلمي هذا بفخرٍ واعتزاز شكلا ومضمونًا مع حلم الشاعر الفلسطيني الكبير " محمود درويش" في ما قال: " على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة".
أشكر كل زملائي العازفين شرايين النّغم الصّافي وقلبه فردًا فردًا. وأشكر أخي الذي تعب كثيرًا المخرج الرّائع المميّز توأم روحي "نعمان بشارة" وأشكر المصور الذي صوّر بعين البصيرة ثنايا روحي أخي "علاء فرنسيس" وأخيرًا أقدّم شكري الجزيل لأخي وزميلي الفنان المبدع المتألق دائمًا كارم مطر الذي ينسج ألحاني بخيوط ريش من الماضي وحرير من الحاضر لنقدّمه بحلّة ربيعيّة وأصيلة. فدمتم ذُخرًا نفتخر به لأنّكم وجه الحضارة.
وإلى الإخوة والأحباء الذين ساهموا ماديًّا ومعنويًّا أقول لهم: إنّ عطاؤكم هذا إنْ دلّ يدلُّ على عطاء الحياة لأنّكم تنبضون بالحياة والحب. وما أجمل الانسان وأرقاه عندما يُساهم ما يُساهم بثمن للفرح، فإنّ أجره عند الله لكبير. فدمتُم سالمين غانمين.
وإلى أحبائي المستمعين والمُشاهدين آمل أن أكون عند حسن ظنّكم لأنني أرتئي بأن أنهل من أعماق صمتكم ومن حكمتكم ومن جذور أرضنا الأصيلة الطيّبة وأن أقدّم الجديد.
ودمتُم سالمين إلى أبد
أحبكم
أخوكم الفنان بطرس خوري
[email protected]