في شهر آب المنصرم , قامت مجموعة من شباب وصبايا من المدرسة الثانوية - كلية الجليل المسيحية في عيلبون, بزيارة الى مدينة "ريدا" الالمانية لمدة عشرة أيام برفقة الاستاذ عصام زريق والسيد رامي عيلبوني. هذه الزيارة أتت بعد سنة من قيام مجموعة طلاب المانية بزيارة عيلبون برفقة مربيتهم التي أحبت زيارة عيلبون من ضمن رحلتهم الى بلادنا. حينها, 16 شابا" وصبية تتراوح اعمارهم 15-17 عاما, استضيفوا في أسر عيلبونية لمدة 4 ايام قاموا خلالها بجولات في البلدة وزيارة اماكن مقدسة في المنطقة من خلال برنامج التربية الاجنماعية في المدرسة.
13 شابا وصبية من عيلبون قضوا احلى الاوقات في "ريدا" برفقة بعضهم البعض ومرافقيهم الاستاذ عصام زريق ورامي عيلبوني. فقد عاشوا مع عائلات المانية مضيفة لمدة عشرة ايام. في لقاءات الطلاب اجريت العديد من الفعاليات التي كان من شأنها توطيد العلاقات بينهم ومن أهدافها توفير برامج تبادل ثقافي دولي, يهدف إلى مشاركة تاريخ و ثقافة وتقاليد أوطان المشتركين. وكذلك تحسين مهاراتهم اللغوية و توسيع آفاقهم الاجتماعية. كما وزارت المجموعة العيلبونية بناية البلدية وتعرفوا على رئيسها الذي أبدى الاستعداد لبحث موضوع بلد "التوأم" بين البلدين, كما وزاروا عدة مدن في المانيا مثل: برلين, كيلن, مونستير وديزلدورف.
في نهاية الرحلة الى " ريدا" أهدت كل من المجموعتين الاخرى هدية رمزية تقديرا على الملتقى الثقافي والحضاري. وكذلك قدّم الاستاذ عصام زريق رسالة من رئيس المجلس السيد جريس مطر هدفها هذا التواصل وموضوع "التوأم" بين البلدين.
احدى اهداف مشروع تبادل الطلاب هو تعزيز العلاقات العربية الألمانية ثقافيا واقتصاديا . وبما ان غالبية الطلاب العرب يهتمون بصورة خاصة في المانيا والكثيرون منهم يتوجهون الى المانيا للدراسة فيها وضعت المجموعة على سلم اولوياتها الاستمرار في بناء جسر التقارب بين الشعبين على المستوى الثقافي والحضاري (العادات والتقاليد) والتعرف على ثقافة وتاريخ كل دولة وما يميزها من تقدم علمي او ثقافي, تاريخي او اقتصادي.
عضو رابطة الاكاديميين رامي عيلبوني والذي كان مرافق لهذه المجموعة قال:" كنا بحاجة لهذه الإضافة, لأن التبادل الثقافي يفتح أبواب الفكر ويدعم التواصل الحضاري ويؤهل الطالب بثقافة الحوار وأسلوب طرح الأفكار وضرورة الإصغاء إلى الآخرين مما سينعكس بالتأكيد على شخصية الملتحقين بالبرنامج ويساعدهم على التفاعل بشكل أكبر مع مجتمعهم". وأكدّ على برنامج التواصل بين رابطة الاكاديميين وطلاب المدرسة الثانوية وأهمية هذا الدور.
البرنامج في عيون المشتركين:
موقع الحمرا التقى بعضاً من الطلاب للوقوف على آرائهم, حيث اعتبر الطالب أمل سمعان انه :" من الرائع التواجد في مجتمع رائع وحضارة حضارية برفقة من تحب وبوجود مثالين يحتذى بهما لمحاولة بناء جسر تواصل عربي – غربي لمحاولة رفع المستوى الثقافي والوعي الاجتماعي لدى الشباب في عيلبون والذي اتخذناه هدفا" لنا ودائما" سيبقى في أوج أهتمامنا".
ومن جهة الطالب جوان حايك قال :" من روائع الرحلة انني عشت مع عائلة المانية تعرفت من خلالها على حضارتهم احترامهم عاداتهم وتقاليدهم . تخالط مجتمع عربي بمجتمع الماني كان اكثر شيء محفّز لتطوير ثقافة مجتمعنا. والذي جعل الرحلة اجمل وافضل هم وجود اصدقائي ومرافقينا الذين شاركونا لانجاح هدفنا وهو اقامة علاقة بين البلدين ذات مستقبل داعم للبلدين من الناحية الثقافية الاجتماعية والاقتصادية. عشرة ايام من مخالطة ارقى حضارة على كوكبنا لانجاح هدفنا كمجموعة داعمين لبلدنا".
كان للمجلس المحلي ولادارة كلية الجليل المسيحية, دور هاما" في انجاح هذا المشروع, بحيث تمّت لقاءات واجتماعات بين جميع المؤسسات. والمجلس المحلي دعم المشروع ماديا" ومعنويا". وكان اهتمام ملموسا" للسيد جريس مطر وكذلك لمدير المدرسة السيد عزمي سرور بدعم القادمين من الخارج للمشاركة في انشطة وفعاليات تهدف الى تعزيز الحوار والتفاهم بين الشعبين والثقافتين. وأوضحوا ان هذا المشروع هو مقدمة توضيحية لانشاء مشاريع, رحلات وحوارات دائمة بين الطرفين.
لماذا ألمانيا؟
ألمانيا بلد معروف بقوته الإقتصادية وامتزاج الحضارات المختلفة فيه. تعد ألمانيا ثالث أقوى دولة اقتصاديا إن لم تكن الأقوى على صعيد العالم نظراً لاستقرار اقتصادها وعدم تاثره بالأزمة المالية العالمية بشكل كبير، وهي دولة ديمقراطية منفتحة على العالم، تجمع بين عراقة التاريخ وحيوية الحاضر. كما أن شعبها مسالم بشكل عام ولا يميل الى العنصرية
ألمانيا مكان محبوب للدراسة لدى جيل الشباب من كافة أنحاء العالم، وتعتبر ألمانيا بعد الولايات المتحدة وبريطانيا أهم بلد بالنسبة للطلبة الأجانب. كما تتميز ألمانيا باعتنائها بشريحة الطلبة، وتقدم الكثير من المعونات والتسهيلات لهم، ففي بعض المدن يكون التنقل للطالب مجاني أو شبه مجاني.
لمحة عن مدينة "ريدا":
تقع مدينة "ريدا" في شمال- غرب المانيا بالقرب من مدينة بيليفيلد. عدد سكانها 22,045 نسمة. يمر فيها نهر ال "أمس" Ems ونجد فيها قلعة مشهورة وهي قلعة "ريدا".
صور لمدينة "ريدا":
[email protected]