اقتحمت جرافات بلدية تل أبيب ترافقها قوات كبيرة من الشرطة، اليوم الثلاثاء، مقبرة الإسعاف في يافا، ذلك بهدف تجريف المنطقة ومباشرة العمل هناك وتسعى لنبش الأضرحة وتجريف المقبرة لصالح إنشاء مشروع لإيواء المشردين على أرضها.
هذا، وقد خرج العشرات من أهالي المدينة العرب وأقاموا خيمة إعتصام في المكان، وطالبوا بخروج الجرافات من المنطقة، وأشاروا "الى أنهم لن يتزحزحوا عن المنطقة وسيناضلون من أجل الدفاع عن المقبرة مهما كلفهم الأمر".
وقامت الشرطة بتطويق المقبرة من كافة الجهات ومنعت المواطنين العرب من الوصول إليها، وزّجت بالعشرات من عناصرها في محيط المقبرة، فيما يخشى المواطنون من إقدام البلدية على نبش القبور وانتهاك حرمة المقبرة.
هذا واعرب عدد من الاهالي المتواجدين في المكان عن بالغ غضبهم واستيائهم من قيام احد أفراد البلدية بلعب كرة القدم في ارض المقبرة وفوق عظام الموتى فيها.
وقال رئيس الهيئة الإسلامية في يافا، المحامي محمد دريعي، إنه "حتى الآن لم تشرع الشرطة والسلطات بنبش القبور، لكنهم طوقوا المنطقة واقتحموا المقبرة بنيّة نبش القبور".
وناشد الأهالي في يافا بـ"التوجه إلى مقبرة الإسعاف وأن يهبوا حالا لإنقاذ لمقبرة والتصدي لاقتحامها وانتهاك حرمتها".
وأنهت الهيئة الإسلامية المنتخبة في يافا، مؤخرا، طمر القبور بعد نبشها من قبل سلطة الآثار والبلدية، إلا أن بلدية تل أبيب أصرت على نبشها للمشروع الذي تنوي إقامته على أراضيها.
وجاء في تعقيب بلدية تل ابيب- يافا :" قامت بلدية تل-ابيب صباح اليوم بأعمال فحص وقياسات هندسية في قطعة الأرض التي من المُفترض أن يُقام عليها مأوى للمشردين في شارع
اليزابيت برغنر في يافا.
وكما هو معلوم, في شهر أيار/مايو 2018، وخلال الأعمال لترميم وتأهيل المبنى في شارع اليزابيت برغنر, الذي كان قائما لسنوات عديدة منذ الفترة العثمانية, وأقيم داخله في السنوات
الأخيرة مأوى للمشردين, قامت سلطة الآثار بأعمال فحص وتم الكشف عن وجود عظام في المكان. عندما علمت البلدية والمكلفة بالأمر– صدر قرار بوقف الأعمال إلى أن يتم إيجاد حل
لقضية العظام، بما يتماشى مع الإجراءات المتعارف عليها. ونظرا لحساسية الأمر ولحل القضية على أفضل وجه، تفاوضت البلدية مع ممثلي الجمهور لبلورة تسوية بديلة مقبولة على
الجميع قبل أن تتواصل أعمال الترميم.
بعد مرور سنة تقريبا من محاولات التفاوض والحوار وتقديم العروض من طرف البلدية- تنوي البلدية مواصلة أعمال البناء مع الحفاظ قدر الإمكان، على عدم المساس بالعظام، وذلك من
منطلق مراعاة مشاعر أبناء الطائفة.
من الجدير بالذكر أيضا أن مبنى المأوى للمشردين والذي من المفترض أن يُبنى في المكان هو في غاية الأهمية لأنه يوفر المأوى لنحو 80 إنسانا مُشرد يعيشون في الشارع ويحتاجون
للرعاية والمساعدة، خاصة وأن مبنى المأوى القديم قد هُدم تماما ومنذ ذلك الحين هناك نقص في عدد الأسرّة للمُشردين.
في الوقت ذاته، وبدون أي علاقة، تواصل البلدية مساعيها لتسوية قضية مقبرة طاسو بصفتها مقبرة إسلامية وتُساعد بمشاركة الجمهور بمعالجة الجوانب التخطيطية والمالية اللازمة".
هذا وتوجه سكان البلدة عن طريق طاقم من المحامين بطلب مستعجل للمحكمة بوقف أعمال التجريف ووافقت المحكمة على الطلب، وأصدرت قرارا قضائيا بوقف أعمال الحفريات حتى يوم 5/5.
[email protected]