تنحى الرئيس عمر البشير من منصبه بعد أن أبلغه ضابطا أنه لم يعد رئيسا للجمهورية. وأعلنت القوات المسلحة السودانية صباح اليوم الخميس أنها بصدد إصدار بيان هام، بينما انتشرت آليات عسكرية في محيط القصر الجمهوري.
وأفادت وكالة "رويترز" أن مصادر حكومية تؤكد تنحي البشير وإجراء مشاورات لتشكيل مجلس انتقالي، فيما وردت أنباء عن وضع البشير تحت الإقامة الجبرية واعتقال حرسه الخاص، وبحسب "الأناضول"، فقد وردت أنباء عن تنحي عمر البشير عن رئاسة السودان وتسليم السلطة لقيادة الجيش.
ومن المتوقع أن تصدر القوات المسلحة السودانية، اليوم الخميس، "بيانا هاما"، وفقما أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية في السودان، فيما توافد آلاف السودانيين إلى محيط القيادة العامة للجيش في الخرطوم للانضمام للمعتصمين.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر سودانية أن الجيش أصدر تعميما لكافة وحداته أكد فيه استلامه للسلطة وشروعه في تشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد.
وتحدثت تقارير عن اجتماع بين القادة العسكريين دون حضور الرئيس البشير. وسيطرت القوات المسلحة على مقر الإذاعة والتلفزيون، في حين تفيد التقارير بأن هناك قوات عسكرية استولت على السلطة.
وبينما لا يزال يعتصم آلاف المتظاهرين أمام مقرّ الجيش في الخرطوم للمطالبة بتنحّي الرئيس البشير، لم تقدم وسائل الإعلام مزيدا من التّفاصيل، واكتفت ببثّ أناشيد وطنيّة، فيما أفادت الأنباء عن وضع البشير تحت الإقامة الجبرية واعتقال حرسه الخاص.
ونقل "العربي الجديد" عن مصادر إن ضباط الجيش تسلموا السلطة في السودان، دون أن ترد بعد أية تفاصيل أخرى. كما أفاد، سماع إطلاق نار لفترة محدودة داخل مقر القيادة العامة للجيش.
هذا وذكرت مصادر صحفية صدور تعليمات عن الجيش لأجهزة الأمن السودانية بالتزام أماكنها، فيما أفادت باعتقال أكثر من 100 شخصية مقربة من البشير، بينهم رئيس الحكومة محمد طاهر أيلا.
ونقلت "رويترز" عن شاهد عيان قوله إن الجيش السوداني نشر قوات في محيط وزارة الدفاع، بينما انتشر جنود وأفراد أمن على طرق وجسور رئيسية في العاصمة الخرطوم في وقت مبكر يوم الخميس.
وأضاف أن الآلاف تدفقوا للاعتصام خارج وزارة الدفاع.
إلى ذلك، دعا منظمو التظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير أهالي الخرطوم الخميس للتوجه إلى مكان الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش.
وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان "نناشد كل المواطنين بالعاصمة والأقاليم التوجه لأماكن الاعتصامات أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والحاميات، ونرجو من الثوار في الميدان عدم التحرك من مكان الاعتصام حتى بياننا التالي خلال اليوم".
وعلى الفور، شوهد العديد من المعتصمين يتجهون الى مكان الاعتصام، وهم يرفعون شارات النصر، بينما كان البعض يهتف "سقطت، سقطت".
ويأتي ذلك بعد ستة أيام من اعتصام آلاف المتظاهرين أمام مقر الجيش في الخرطوم للمطالبة بتنحي البشير. كما طالب المعتصمون الجيش بالانضمام إلى مطلبهم. ولم يتدخل الجيش حتى الآن لتفريق المتظاهرين.
وذكر التلفزيون الرسمي في وقت سابق أن الجيش سيصدر بيانا مهما وسط تكهنات بشأن عزل البشير بعد شهور من الاحتجاجات على حكمه المستمر منذ 30 عاما.
وجاء إعلان الهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون في وقت يعتصم آلاف المتظاهرين أمام مقرّ الجيش في الخرطوم لليوم السادس على التوالي للمطالبة بتنحّي البشير.
وقال شهود عيان لوكالة "فرانس برس" إنهم شاهدوا العديد من الآليات العسكرية وعلى متنها جنود تدخل مقر الجيش في ساعات مبكرة صباح الخميس.
يشار إلى أن مقر الجيش يضم المقر الرسمي للبشير ووزارة الدفاع.
إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن "لجنة أطباء السودان" النقابية المعارضة أعلنت، الثلاثاء، في بيان، تسجيل مقتل 21 شخصاً، بينهم 5 عسكريين، منذ السبت، في محيط مقر قيادة الجيش بالخرطوم.
وأوضح بيان اللجنة أن ّتدخل الأمن لفض اعتصام في محيط المقر، أسفر كذلك عن إصابة 153 شخصاً.
إلى ذلك، دعا منظمو التظاهرات المطالبة بتنحي البشير أهالي الخرطوم، الخميس، للتوجه إلى مكان الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش.
وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان "نناشد كل المواطنين بالعاصمة والأقاليم التوجه لأماكن الاعتصامات أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والحاميات، ونرجو من الثوار في الميدان عدم التحرك من مكان الاعتصام حتى بياننا التالي خلال اليوم".
ودخلت احتجاجات السودان شهرها الرابع، وبدأت منددة بغلاء الأسعار لاسيما سعر الخبز، وتطورت لاحقاً لتتحوّل إلى المطالبة بتنحي البشير الذي يقود السودان منذ 30 عاماً.
[email protected]