زينب بصول-بطو ابنة الناصرة تدرس العلاج بالفن في همدراشا في الكليّة الأكاديميّة بيت بيرل وتبدأ مسيرتها المهنيّة بتطبيق العلاج على نفسها، لتلد ابنتها بعد عشر سنوات من الانتظار والمحاولات غير الناجحة
بدأت زينب بصول-بطو، ابنة مدينة الناصرة، دراسة العلاج بالفن في همدراشا في الكليّة الأكاديميّة بيت بيرل، قبل نحو ثلاث سنوات، إيمانًا منها بقدرة الفن على تحرير الضغوطات والتغلب على الصعوبات والمخاوف وخلق مساحة للتعلم والتطوّر والإبداع. ونجحت زينب في السنة التعليميّة الأولى من دراستها للعلاج بالفن في الحمل والإنجاب، بعد عشر سنوات من محاولات العلاج غير الناجحة.
وتقول زينب أنّها بدأت بتطبيق العلاج على نفسها، ففي إحدى المهام التعليميّة، كان عليها رسم حلمها على الورق، وكانت حينها قد بدأت من جديد في علاجات الخصوبة، لينجح العلاج بعد عشر سنوات من المحاولات، وقد تعلمت زينب من هذه التجربة، أنّ علاج الجسد مرتبط بعلاج الروح، والفن يساعد على تفريغ الضغوطات والمخاوف والتوترات وبالتالي تصفية الذهن وسكينة الروح. وتضيف أنّ نجاح هذه التجربة زاد إيمانها بقدرتها على مساعدة الآخرين بعد أن ساعدت نفسها.
وفي إطار التطبيق خلال دراستها، نجحت زينب بمساعدة العديد من الأولاد الذين يعانون من الخوف من شخصيات تلفزيونية أو من الظلام وغيرها بالتغلب على الخوف من خلال تحويله إلى عمل فني وإبداعي.
إيمان زينب بالطاقة الهائلة التي يحملها الفن بدأ خلال عملها السابق مع سجناء من أبناء الشبيبة في جيل 14-18 عامًا، بحيث كانت تعلم مجموعة لا تعرف القراءة والكتابة، فعقدت العزم على إحداث ثورة لديهم، وبالفعل خلال شهرين فقط، نجحت في تحقيق هدفها، إذ تقدّم مستوى الطلاب بشكل سريع في الكتابة والتعبير لدرجة كتابة القصص ومواضيع الانشاء. وبحسب زينب أنّ السر وراء ذلك كان اتباع طرق تعليم خاصّة تعتمد على الابداع والفن، فحتى قواعد اللغة العربية درسوها من خلال الفن. وقد قامت بجمع طرق وأساليب التعليم التي اتبعتها في كتاب قامت بتأليفه وإصداره حول استراتيجيات مبتكرة في التعليم. من هنا قرّرت زينب دراسة مجال العلاج بالفن للتخصّص والعمل فيه بشكل مهني.
ومن الجدير بالذكر أنّه خلال دراستها للعلاج بالفن، قامت زينب بالتطبيق في مدارس عربية ويهوديّة على حدٍ سواء وعملت مع طلاب ذوي صعوبات تعليمية، وهي تشير إلى أنّ تجربتها في المدارس اليهودية كانت متعثرة في بداية الأمر بسبب قوميتها فقد تمّ استقبالها بالامتعاض والرفض، لكن نجاحها في مرافقة ومساعدة الطلاب بالتغلب على صعوبات مختلفة عانوا منها وتوفير الدعم المعنوي والنفسي لهم، حوّل هذا الرفض إلى قبول وحب كبير، إلى حد أنّ الطلاب والأهالي كانوا يطالبونها بالاستمرار عند نهاية فترة التدريب.
زينب تقول أنّ الحلم الذي تود تحقيقه في القريب هو فتح عيادة علاجية تساعد الصغار والكبار على حدٍ سواء والذين يواجهون صعوبات تعيق استمرار حياتهم بشكل طبيعي، في التغلب على هذه الصعوبات من خلال الفن وخلق واقع أفضل بالإيمان والفن والأمل. كما تطمح زينب إلى المساهمة في وفع الوعي بأهميّة الفن في المجتمع العربي. كما قدّمت الشكر والامتنان لزوجها وعائلتها على المساعدة والدعم الذي يمنحونها ايّاه لتحقيق حلمها، وقالت أنّ هذا هو "مردود القيم التي قام والداي بتذويتها داخلي، بحيث علماني حب المساعدة والعطاء، وتقبل الاخر كانسان، تفهمه ومساعدته حتى يتمكن من تحقيق الافضل دائما، وحسب رايي هذه هي الركائز والقيم التي يجب على كل معالج ان يكتسبها في مسيرته المهنية".
وبدورها تؤكد رئيسة برنامج العلاج بالفن في همدراشا، د. أوفيرا هونينغ، أنّ زينب ستنجح ليس فقط على مستوى المجتمع العربي وانّما على المستوى القطري، وقد أثبتت قدراتها الخاصّة خلال فترة تعليمها في مساعدة أشخاص من خلفيات صعبة جدا، وهي ملهمة ومجتهدة ومخلصة في عملها.
[email protected]