تبقى شخصية "العقل المدبر" للعمليات العسكرية لحركة حماس، لغزا يحير إسرائيل. فمن هو ذلك الرجل محمد الضيف؟ الذي يعد المخطط الإستراتيجي الذي ساعد الحركة على بناء الأنفاق.
برز على ساحة الصراع العربي الإسرائيلي في الشرق الأوسط اسم محمد الضيف، القائد الخفي للجناح العسكري لحركة حماس، كـ"عقل مدبر" لعمليات الحركة العسكرية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
ويعتبر الضيف المخطط الإستراتيجي الذي ساعد على تكوين شبكة الأنفاق تحت الحدود مع إسرائيل.
وقال حمزة أبو شنب وهو خبير في شؤون الحركات الإسلامية مقيم في غزة "لقد طور الضيف من فكرة الأنفاق".
وقال مصدر في حماس يعرف الضيف منذ التسعينيات إنه في قلب التطورات داخل الجناح المسلح منذ عام 1994.
واتفق إيهود ياري، الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى والمقيم في إسرائيل مع هذه النظرية، إذ قال "ظل محمد الضيف في موقع قوة طوال الوقت.. ربما لم يلحظ البعض ذلك لأنه كان مختبئا في الظل".
وقال مسؤول في المخابرات الإسرائيلية إن تل أبيب تعتقد أن الضيف يلعب دورا مهما في حرب غزة.
من هو الضيف؟
لا يعرف كثيرون شكل الضيف. ويعتقد أنه في الخمسينات من عمره. تعرض لأربع محاولات اغتيال إسرائيلية على الأقل. كما أن الصور القديمة له نادرة.
وأظهرت لقطات فيديو نادرة تعود لعام 2002 الضيف وهو مضرجا بالدماء وقد جلس منتصبا بينما كان رجل يحاول سحبه بعيدا عن حطام سيارة أصابها صاروخ أطلقته طائرة هليكوبتر إسرائيلية.
وذكرت بعض التقارير الإسرائيلية إنه فقد إحدى عينيه وبعض أطرافه ويجلس على مقعد متحرك. كما لا يزال مكان اختبائه لغزا.
وقال وزير إسرائيلي الشهر الماضي إن الضيف يختبئ في أنفاقه الخاصة منذ سنوات.
مسار الضيف
وفقا لمصدر من حماس، ولد الضيف في مخيم خان يونس للاجئين في أسرة فقيرة. حصل على درجة في العلوم من الجامعة الإسلامية في غزة حيث كان يدرس الفيزياء والكيمياء والأحياء. كما أبدى الضيف ميلا للفنون.
وقال نفس المصدر "كان رئيس اللجنة الترفيهية بالجامعة وكان يمثل على المسرح ويؤلف عروضا كوميدية. وانضم إلى حركة حماس التي كانت وليدة آنذاك خلال الانتفاضة الأولى عام 1987 وسجنته إسرائيل في عام 1989. وتقول بعض الروايات إنه أمضى أكثر من عام في الاعتقال.
وفي رسالة صوتية نادرة بثت يوم 29 يوليو/تموز قال الضيف إن حماس ستواصل مواجهة إسرائيل حتى رفع الحصار عن غزة. وقال الضيف "لن ينعم الكيان المحتل بالأمن حتى ينعم شعبنا بالحرية والكرامة."
[email protected]