بلغ المنخفض الجوي الذي يضرب منطقة الشرق الأوسط وتحديداً فلسطين وسوريا والأردن ولبنان ذروته اعتباراً من بعد ظهر اليوم الثلاثاء حتى صباح الغد الأربعاء.
وفي لبنان أعلنت مصلحة الأرصاد الجوية أن الثلوج ستتساقط على ارتفاع ثمانمئة متر لتصل إلى مستويات أقل خلال ساعات الليل.
وحذرت مصلحة الأرصاد من السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة والتي تسبب انجرافات في التربة وفيضانات على ضفاف الأنهر، ومن خطر سقوط لوحات الإعلانات بسبب شدة الرياح.
العاصفة نورما التي تضرب لبنان أعادت إلى أذهان اللبنانيين أضخم عاصفة ثلجية عرفتها البلاد منذ عقود، وذلك في النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي، حيث وصلت درجات الحرارة حينها إلى معدلات متدنية قياسية وامتدت لعشرة أيام متتالية.
مطلع العام 2019، تبدل التاريخ وتشابهت التفاصيل وغمرت مياه الأمطار الغزيرة الطرق الساحلية، وأجبرت السفن على الرسو بعيداً عن الشاطئ خوفاً من غرقها نتيجة تخطي أمواج البحر ارتفاع ثلاثة أمتار.
سرعة الرياح وصلت إلى مئة كيلومتر في الساعة واقتلعت الأشجار في مشهد تكرر في العاصمة بيروت وصيدا وصور وغيرها من المدن الساحلية.
خسائر مادية كبيرة وإعاقة الحركة اليومية للمواطنين، كان الجانب المظلم من العاصفة نورما.
الجبال اللبنانية ارتدت ثوبها الأبيض، فاكتسبت مدينة بعلبك سحراً إضافياً بحلتها الشتوية، مثلها كانت مدن البقاع والشمال التي تزينت بضيفها المحبب.
واستنفرت السلطات اللبنانية أجهزتها لحماية المواطنين بعد قطع عدد من الطرقات، وحذرت من التجوّل في طقس وصل تساقط الثلوج فيه إلى ارتفاع سبعمائة متر.
وأجلى الصليب الأحمر اللبناني أكثر من 500 شخص من أكبر مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة السماقية الحدودية على الضفة اللبنانية لنهر الكبير بسبب العاصفة "نورما" التي هبت على المنطقة.
وأنيط بسيارات الصليب الأحمر نقل القسم الأكبر منهم، إلى عدد من المخيمات البعيدة عن مخاطر السيول، في حين جرى نقل 150 شخصاً إلى مدرسة حكر الضاهري الرسمية، التي أمر المحافظ بفتحها لاستقبالهم لحين انتهاء العاصفة وإيجاد البديل الملائم.
[email protected]