بعد نجاح تجارب عديدة للفنان والموسيقي والمنتج الإيرلندي جوهنو في المغرب العربي وشمال أفريقيا، قرر زيارة فلسطين، والالتقاء بأهلها، والاستماع إلى قصصهم، لقناعته بأنه "يجب أن يرى المكان بنفسه"، وهو ما كان بالفعل، حيث زار الضفة الغربية أربع عدة مرات، وأنتج مشاريع موسيقية هناك مع فنانين فلسطينيين شباب.
بعدها سنحت له فرصة زيارة قطاع غزة، الذي وصفه بالمكان الساحر، حيث يعيش فيه "أناس رائعون، يبدعون فناّ حقيقياً، ويقدمون موسيقى وغناء عظيمين، رغم الظروف السيئة للغاية التي لا يمكن تخيلها"، لذا قرر إنتاج أغنية "عصفور" للفنانة الشباب وفاء النجيلي وتعمل ممرضة غير متفرغة في أحد مشافي غزة، والفنان الشاب علاء شبلاق، الذي هاجر بعد تصوير الأغنية بأيام ليستقر في بلجيكا، فكانت الأغنية التي تنتصر للأمل، وأنتجها بالشراكة مع الفنان أيمن مغامس، الذي ترجم الأغنية لتكون النسخة العربية من أغنية (Black Bird) لفرقة "البيتلز" الشهيرة، وقدمت في العام 1968، وسجلها في أحد استوديوهات القطاع، وساهم في إنتاج الفيديو، الذي أخذ من بحر غزة رمزاً للحرية والتحرر.
وقال جوهنو: اخترنا تصوير هذا الفيديو في البحر لإظهار جانب مختلف من غزة، وإظهار أكبر رمز للتفاؤل، وكأننا نقدم عبره فرصة للحرية أيضاً.. قبل مجيئي إلى غزة، شاهدت فيلماً رائعاً بعنوان "نادي غزة للغطس"، واستوحيت فكرة تصوير أغنية عصفور" في بحرها منه.
وأضاف: الأغنية عبارة عن رسالة أمل وسلام..شبان وشابات غزة كما جل أهلها وسكانها يعيشون في أسوأ الظروف بالعالم، ومع ذلك فإنهم يصنعون فنًا عظيمًا، ويحافظونعلى إنسانيتهم، مستوحياً من أغنية "البيتلز"، تلك العبارة المغنّاة "في الظلام الحالك، لا تزال هناك أغنية".
وأشار الفنان الإيرلندي الشهير بتضامنه مع فلسطين قضية وشعباً، أن هناك مشاريع موسيقية قادمة مع فنانين شباب من غزة يستحقون كما فريق أغنية "عصفور"، اهتمام العالم بهم وبإبداعاتهم، كاشفاً أن هذه الأغنية تأتي كجزء من مشروع موسيقي متكامل في فلسطين يعكف على إنجازه، فقد سبق أن قام بتوزيع أغنية "في محل" للفنانة الفلسطينية الشابة لينا صليبي من بيت لحم.
ووصف جوهنو الفلسطينيين بأنهم "أجمل شعوب العرب، ويعيشون في ظروف هي الأصعب قاطبة"، مضيفاً: زرت فلسطين عدة مرات، وأحب ذلك .. هناك الكثير من المشاريع التي أتمنى وأحلم بتنفيذها في فلسطين، موسيقياً وتعليمياً، وأعتقد أن العالم يجب أن يستمع ويتعرف على ما يقدمه الفنانون الفلسطينيون من إبدعات حقيقية.
وختم: لدينا حلم بإنتاج ألبوم كامل من هذه الأغاني التي أنجزت والتي سيتم العمل على إنجازهالهؤلاء الفنانين الشباب المدهشين، ولهذه الأرض الرائعة، فلسطين.
وكشف الفنان والمنتج الفلسطيني أيمن مغامس، أن فكرة الألبوم التي نعمل رفقة جون على إنجازه، تقوم على إعادة إنتاج أغنيات شهيرة بالإنجليزية من أفلام ومسلسلات كلاسيكية قديمة، بعد ترجمتها وإعادة توزيعها بحيث تكتسب الطابع الشرقي، وهو ما أبدع فيه الفنان الإيرلندي، لافتاً إلى أن الترجمة اتكأت على روح الأغنية لا حرفيّتها، بحيث تكون "عصفور" أغنية فلسطينية.
وأشار مغامس الذي اشتهر كأحد مغني "الراب" في غزة، ليس على المستوى المحلي فحسب، إلى أن جون أرسل أكثر من رسالة إلى فنانين فلسطينيين من الضفة والقطاع، نهاية العام 2016، ومن هنا بدأ التعارف فيما بيننا .. "لمست منذ اللحظة الأولى شغفه للعمل مع فنانين فلسطينيين، وقدم مشاريع موسيقية سابقة، وأنتج أغنيات لم تظهر للعلن بعد في غزة والضفة، وينتج المزيد بإتجاه إتمام الألبوم مع مطربين بعضهم اشتهر عربياً وربما دولياً، وغالبيتهم يمتلكون الموهبة، ولكن كثيرين لا يعرفون عن موهبتهم هذه".
وشدد مغامس على أن فكرة "الألبوم" تقوم على إنتاج إثنتي عشرة أغنية مصورة، تكون نقطة إنطلاق للعديد من المواهب الغنائية الفلسطينية الحقيقية في أوروبا والعالم، هو الذي كانت زيارته إلى غزة أشبه بحلم مستحيل يتحقق، تمكنا خلالها من تسجيل أغنية "عصفور"، وأغنية أخرى لفنانة شابة من غزة حالت الظروف الميدانية من تصويرها، ولكن سيتم العمل على تصويرها في أقرب فرصة سانحة، ومن ثم الإعلان عنها، وإشهارها بالتنسيق مع جون، وهي من أغنيات الألبوم المزمع إنتاجه أيضاً.
بدورها أشارت الفنانة الفلسطينية وفاء النجيلي إلى أن أهمية أغنية "عصفور" تكمن في كونها ستنقلها إلى العالمية، بعد أن قدمت عديد الأغنيات والتجارب الفنية في قطاع غزة، علاوة على كونها من المرّات القليلة التي تغني فيها بالعربية هي التي اعتادت على الغناء الكلاسيكي بالإنجليزية.
وشددت النجيلي على الاستفادة الكبيرة التي تحققت عبر العمل مع منتج عالمي كجون، لما يتمتع به من خبرة موسيقية وفنية كبيرة على المستوى العالمي، ولكون أن تنفيذ العمل كان عبر اللقاء المباشر، الذي تخللته عديد التدريبات في مجالات عدة ذات علاقة بالموسيقى والغناء، قبل الخروج بأغنية "عصفور".
[email protected]