بادر مركز ريان في سخنين، بإدارة وإشراف شركة الفنار، إلى إدخال نساء عربيات إلى قطاع الصناعة، والذي كان يعتبر حكرًا على الرجال، وتعمل أكثر من 10 نساء عربيات من سخنين وعرابة ودير حنا غالبيتهنّ أمهات، في مختلف خطوط الإنتاج في مصنع موجدال للصناعات المعدنية.
علا ياسين، من مدينة سخنين، وهي أم لثلاثة أبناء جامعيين، وتعمل في المصنع للمساعدة في تكاليف تعليم أبنائها. تقول علا أنّ زوجها تعرّض لحادث أفقده القدرة على العمل، فتوجهت عندها لمركز ريان لمساعدتها على إيجاد عمل مناسب لتبدأ العمل في مصنع موجدال بمرافقة طاقم ريان. وتضيف أنّها راضية جدًّا عن عملها في المصنع وأنّه بمثابة بيت ثانٍ لها، فالإدارة تهتم بتحفيز العمال والاستماع إليهم وتلبية احتياجاتهم، وحتى أنّها ساعدت في تجنيد المزيد من النساء العربيات للعمل في صفوف المصنع. وعن صعوبة العمل في قطاع الصناعة والمعادن، تقول علا أنّ ذلك صعب في بداية الطريق الا أنّها سرعان ما اعتادت على هذا النوع من العمل وأنّه يكسبها القوة والثقة بالنفس فمن تعمل بالحديد، بحسب علا، لا يمكن لأي شيء أن يكسرها. وتضيف أنّ محيطها كان داعمًا لها فيما يخص عملها وبالذات والدها الذي يشجعها على الاستمرار معربًا عن فخره واعتزازه بها.
إخلاص قسوم هي الأخرى من مدينة سخنين، وهي أم لطفل وتعمل في المصنع منذ سنتين، تقول أنّ العمل يتطلب منها النهوض في ساعات الصباح الباكرة جدًّا وهو ليس بالعمل السهل، فقطاع الصناعة، وفق المفاهيم السائدة، يقتصر بالأساس على الرجال، لكن بالنسبة لإخلاص فانّ هذا العمل وما يشمله من تعزيز الذات والإنتاج وتحمل المسؤولية أفضل مئة مرّة من البطالة والجلوس في البيت.
من جانبهما، أوضح كل من رافي غاربر، مدير المصنع، ورحيلي هيلل، مديرة قسم القوى العاملة في المصنع، إنّ إدارة المصنع تحاول توفير كل احتياجات النساء العاملات فيه لضمان استمراريتهنّ في العمل، فعلى سبيل المثال تخصّص غرفة خاصة لهنّ لقضاء أوقات الاستراحة فيها، كما توفر لهنّ وسيلة نقل تأخذهنّ صباحًا من بيوتهنّ إلى المصنع وتعيدهنّ عند نهاية يوم العمل، كما تحرص الإدارة على تنظيم نشاطات ترفيهيّة خارج المصنع تجمع العمال جميعًا بهدف توطيد العلاقات فيما بينهم كمجموعة وعائلة واحدة وبينهم وبين الإدارة.
د. ياسر حجيرات، مدير عام شركة الفنار: "مهمتنا في شركة الفنار من خلال مراكز ريان، دمج أكبر عدد ممكن من النساء العربيات في سوق العمل في كافة القطاعات سواء الخدمات، الصناعة، الهايتك وغيرها. نجحنا في إحداث قفزة نوعية في هذا السياق، ومنذ تفعيل مراكز ريان ولغاية اليوم، فانّ نسبة النساء العربيات المندمجات في سوق العمل في ارتفاع مستمر وقد وصلت إلى 35%، نحن مستمرون في تأدية رسالتنا حتى مساواة نسبة تشغيل النساء العربيات مع النسبة العامة في البلاد".
وسيم غنايم، مدير مركز ريان سخنين: "برامجنا ومشاريعنا تصب بمعظمها لصالح دمج النساء في سخنين والبلدات المجاورة في سوق العمل، ونحن نستثمر في سبيل ذلك موارد هائلة. غالبية من يتوجّه لنا لتلقي خدمات التشغيل هم من النساء وهذا يتوافق مع سياستنا. مركز ريان وطواقم العمل تحقق نجاح كبير وذلك لأننا نعتمد في عملنا على الملاءمة ما بين احتياجات سوق العمل والكفاءات الشخصية لدى الباحثين عن عمل. عملنا يتم بشكل شخصي وفردي وهذا يضمن التشغيل النوعي".
ميرفت غنايم، مديرة العلاقات مع المشغلين في مركز ريان سخنين: "نحن بمثابة حلقة الوصل ما بين سوق العمل والمشغلين من جهة وجمهور الباحثين والباحثات عن عمل من جهة أخرى، وعلاقتنا مع المشغل لا تنتهي عند مرحلة تجنيد العمال المناسبين وانّما تستمر أيضًا بعد ذلك لضمان الاستمرارية وللمساعدة في التغلب على كافة التحديات التي يمكن أن تنشأ. انا لا أرى أنّ هنالك وظائف حكرًا على الرجال أو النساء، كل فرصة عمل في أي قطاع كان، يمكن إيجاد الشخص المناسب لها وبالذات من جمهور النساء، من خلال توفير التأهيل المهني المناسب وتعزيز الذات والثقة أنّنا كنساء قادرات على التغلب على أي تحدٍ".
[email protected]