صفعة القرن مفادها وأد القضية الفلسطينية، وحيثيات هذه الصفعة بدأت تطبق بدون الإعلان عنها كاملة، حيث تخرج إلينا على شكل جرعات، لكن هذه الجرعات قاتلة، فأولها نقل السفارة الامريكية الى القدس، وإعلان ان القدس الموحدة عاصمة اسرائيل وتناغم إسرائيلي بسن قانون ان القدس عاصمة اسرائيل، وهذه خطوة للقضاء على اول عقبة امامها في طريق فرض حل للقضية الفلسطينية وفق الاجندة الاسرائيلية الامريكية، والقضاء على أول مطلب من الثوابت الفلسطينية، حيث كانت هذه الجرعة لجس نبض العرب والمسلمين، فمرت بهدوء تام، ومن ثم اعلان توطين اللاجئين، والذي لم يحرك ساكنا عند العالمين العربي والإسلامي، ولهذا تم القضاء على اكبر عقبتين امام اي حل تريده امريكا.
كما ان اسرائيل والولايات المتحدة ستعملان بالتوافق على ضم اجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل.
وان التصريحات الاسرائيلية تجاه غزة حول التهدئة منسقة مع أطراف عربية بأمر من الولايات المتحدة لإشغال حكومة غزة بهذه التهدئة، وبالمقابل قامت الولايات المتحدة بالإعلان عن ازالة أكبر عقبتين، القدس، واللاجئين امام فرض حل مغاير لما يراه الفلسطينيون، ومن ثم سنرى ضم مناطق واسعة من الضفة لإسرائيل في ظل تهديدات إسرائيلية بشن حرب على غزة، كما هو الحال اليوم، وسنرى ذلك جليا عند بدء الدورة الشتوية للكنيست الشهر المقبل.
والنتيجة "شبه دولة" للفلسطينيين كما أعلن نتنياهو في وقت سابق، والاصح ستكون مناطق ذات حكم ذاتي، فقط وليس "شبه دولة" لان الولايات المتحدة تعمل لتنفيذ اجندة أفضل من الاجندة الإسرائيلية لصالح اسرائيل.
فاليوم بإمكان كل إنسان ان يحلل الواقع، فإغلاق ممثلية منظمة التحرير في واشنطن، وإيقاف الدعم للأونروا في سبيل قتل قضية حق العودة، واستمرار وجود ما يسمى لاجئين، وقضية القدس، في ظل صمت عالمي وضعف عربي، مع تصريحات عربية انبطاحية لاستهلاك الاعلام، يدل على ان وجود مؤامرة إسرائيلية أمريكية عربية على القضية الفلسطينية لوأدها، ولرسم حل احادي الجانب وفق الرؤية الاسرائيلية جغرافيا، أمنيا واقتصاديا.
واليوم نسمع تصريحات إسرائيلية تصعيدية بعد ان نفذت الولايات المتحدة خطوات قاتلة ضد القضية الفلسطينية، فأصبحت طبول الحرب تدق تجاه غزة لإنفاذ ما تبقى من صفعة القرن تحت وطأة اشغال الناس، بهل ستهاجم اسرائيل غرة؟ وقد تنفذ بقية الصفعة اثناء حرب على غزة، وبسكوت عربي وفصائلي فلسطيني.
فيمكن القول ان القضية الفلسطينية صفيت بأيد عربية، وعالمية، فلا يمكن ان يعول أحد على أطراف دولية، وأصبح الحبر الذي كتبت به المواثيق الدولية بشأن القضية الفلسطينية أغلى من الورق التي كتبت عليه، فسلام على القضية الفلسطينية! في ظل الفرقة الفلسطينية، وعدم وحدة الصف والخطاب الفلسطيني والعربي، الذي استغلته الولايات المتحدة، وإسرائيل، فسيؤكل كل فصيل فلسطيني يوم أكل الثور الأبيض.
فقضية التوطين للاجئين اتية لا محالة وستبدأ كشرط لحل الصراع الدائر في سوريا بتوطين لاجئي سوريا من الفلسطينيين، ومن ثم بقية الدول العربية ستنهج نفس النهج بعد قطع تمويل الجمعيات والجهات التي تعنى باللاجئين كما قطعت المساعدات عن الأونروا.
والمرحلة القادمة ضم أراض محتلة لإسرائيل ورسم حدود، وإعلان عما يشبه مفتشي البلديات (بدلا من دولة ذات سيادة) في مناطق عربية في الضفة ليس بينها اي تواصل جغرافي، كما ستعمل اسرائيل على فصل الضفة عن بعضها، وفصل غزة عن الضفة، وستساهم مصر في توسعة مساحة غزة على حساب سيناء لتوطين اللاجئين بحجج مختلفة.
فعلى الجانب الفلسطيني ان يقول كلمته موحدة وبجرأة تجاه ما يجري واخذ زمام المبادرة كرد للمبادرات والاجراءات الجديدة، واتخاذ خطوات صارمة من اجل وقف السيل الجارف الذي سيوئد ما تبقى من القضية الفلسطينية، والا ستتهم القيادات الفلسطينية ومن كل الفصائل بالتآمر على قضيتهم، ولن ينجو أحد من الحساب.
[email protected]