السمنة المفرطة هي اضطراب مزمن يتصف بالصعوبة في السيطرة على تناول الطعام، وهناك نقص في الإحساس الداخلي بالجوع والشبع.
أصبحت السمنة والزيادة في الوزن المشكلة الغذائية الأكثر شيوعًا بين الأطفال والمراهقين في جميع أنحاء العالم، وتعتبر وباء اخذ في التسارع.
توجد صلة مباشرة بين الوزن الزائد في الطفولة المبكرة وبين السمنة في مرحلة البلوغ وما ينجم عنها من مضاعفات مرضية ووفيات. وتشير العديد من الدراسات إلى أن السمنة المرضية لدى الأطفال هي نابعة من عوامل نفسية واجتماعية، وإلى أن الأطفال البدناء لديهم تاريخ عائلي من السمنة ولكن لم يتم العثور على أي عامل جيني يفسر هذه الظاهرة.
يشير الكثير من الناس باصبع الاتهام في استهلاك الطعام الغني بالدهون والسكريات الى نمط الحياة في المجتمع الحديث. حيث أن وفرة تواجد الأطعمة الغنية بالدهن والسكر، وانتشار مطاعم الوجبات السريعة والأكشاك، والغذاء المصنع، واحتساء المشروبات السكرية و/ أو تناول الكثير من الحلويات والوجبات الخفيفة المصنّعة من شأنها أن تسبب الإفراط في تناول الطعام. تشرح الدكتورة عبلة دراوشة، مديرة عيادة كلاليت، أسلوب الحياة بوضعية "الخمول" المغري والذي ينعكس في قلة النشاط البدني والاستخدام الواسع لأجهزة التلفزيون، الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر التي تساهم في زيادة انتشار السمنة.
تضع السمنة الطفل البدين في وضع اجتماعي صعب خاصة في الفترة التي يتم فيها تكوين الصورة الذاتية له. نحن نعيش في مجتمع يربط بين الجمال واتباع انظمة غذائية لفقدان الوزن مما قد يسبب صعوبات اجتماعية التي من شأنها أن تخلق أزمة عاطفية وعزلة اجتماعية.
اليوم، من المهم معالجة أسباب السمنة في سن مبكرة عن طريق علاج وإعطاء الأدوات اللازمة لممارسة أسلوب حياة صحي.
البدانة ، التي تبدأ في سن أصغر ، تشير إلى وجود مشكلة أو اضطراب طبي. بعد سن العاشرة يصبح الأطفال البدينون بالغين ويعانون من نفس المشكلة. كما هو الحال في العديد من الأمراض، حتى في السمنة المرضية ، فإن التغيير المدروس في نمط حياة الطفل والأسرة في التكيف الاجتماعي والثقافي سيؤدي إلى نتائج فورية.
"من المستحسن ممارسة المزيد من الرياضة البدنية ، الحفاظ على التغذية السليمة مع قائمة مناسبة والحفاظ على الوزن ومتابعته وتناول كميات أقل من الطعام بالخارج، واستبدال الحلويات والوجبات الخفيفة المصنّعة بالخضار والفاكهة، والتأكد من أن أطفالك يشربون المزيد من الماء ولا يشربون مشروبات خفيفة، ويحافظون على ساعات النوم" ، تلخص الدكتورة دراوشة.
*توفر عيادة الصفافرة ورش عمل للتغذية السليمة. لمزيد من التفاصيل يرجى الاتصال بالعيادة.
[email protected]