نشهد في الأشهر الأخيرة ظهور أشرطة الفيديو الكثيرة التي تُنشر وتُظهِر الطرق وهي مغرقة بالعنف الجسماني والكلامي- نرى حالات من تكسير ألواح زجاجية لسيارات، واستعمال السلاح، والسياقة بصورة جامحة وأحيانا في المسار المعاكس لاتجاه السير، مع تعريض باقي مستعملي الطريق للخطر، والمزيد من الأمثلة التي تجعل الطريق أكثر إراعة وخطرا.
ويشكل هذا كله واقعنا اليومي على الطرق- ومَن منّا لم يلقَ سائقا يشتم، أو يهدد، أو يمر من الإمام من جانب واحد إلى الآخر بصورة غير شرعية، أو يعْمي أو ببساطة يسافر ملاصقا لسيارة ما على نحو خطر؟ فإن استطلاعا للرأي جديدا لجمعية أور ياروك أجريَ بواسطة المعهد البحثي "مأغار موحوت"، يكشف أن كل سائق ثالث من السائقين في المجتمع العربي شهد في السنة الأخيرة مشاجرة في الطريق.
إيريز كيتا مدير عام جمعية أور ياروك: "يصل العنف في المجتمع الإسرائيلي إلى الطريق أيضا. فقد ضاعف وزير الأمن الداخلي غيلعاد إيردان عدد سيارات السير ولكنه ليس هناك بديل للحضور الفيزيائي للشرطيين على الطريق، وتنقص سيارات كثيرة. وعلاوة على الخشية الشخصية من السلوك العنيف، تزيد السياقة بعصبية وبصورة متنمرة من خطر التورط في حوادث طرق ولذلك يجب تدعيم شرطة السير بسيارات وشرطيين إضافيين. حيث سيردع تعزيز الوجود الشرطي في الطرق أولئك السائقين العنف من السياقة بصورة متوحشة وتعريض حياتنا جميعا للخطر في الطرق"
مشاجرة في الطريق:
المجتمع العربي: شهد هذه السنة %65 من المطروح عليهم الأسئلة حدثا من المشاجرة في الطريق.
المجتمع اليهودي: شهد هذه السنة %49 من المطروح عليهم الأسئلة حدثا من المشاجرة في الطريق.
العنف الكلامي والحركات المهددة:
المجتمع العربي: شهد هذه السنة %78 حالةً من العنف الكلامي والحركات المهددة في الطريق، حيث شهد %19 منهم ذلك أكثر من ست مرات.
المجتمع اليهودي: شهد هذه السنة %87 حالةً من العنف الكلامي والحركات المهددة في الطريق، حيث شهد %18 منهم ذلك أكثر من ست مرات.
سائق يزمر عن قصد وبعدوانية:
المجتمع العربي: شهد %87 هذه السنة حالةً من سائق يزمر بعدوانية مقصودة، حيث شهد %33 منهم ذلك أكثر من ست مرات.
المجتمع اليهودي: شهد %98 هذه السنة حالةً من سائق يزمر بعدوانية مقصودة، حيث شهد %42 منهم ذلك أكثر من ست مرات.
سيارة تمر أمام سيارات أخرى من جانب واحد إلى الآخر بصورة غير شرعية و/أو تلاصقها:
المجتمع العربي: شهد %91 هذه السنة حالةً من سائق يمر أمام سيارة أخرى من جانب واحد إلى الآخر بصورة غير شرعية ويلاصق سيارة أخرى، حيث شهد %48 منهم ذلك أكثر من ست مرات.
المجتمع اليهودي: شهد %99 هذه السنة حالةً من سائق يمر أمام سيارة أخرى من جانب واحد إلى الآخر بصورة غير شرعية ويلاصق سيارة أخرى ، حيث شهد %58 منهم ذلك أكثر من ست مرات.
وأظهرت بحوث في العالم وجود صلة مباشرة بين السلوك العنيف وزيادة الخطر للتورط في حوادث طرق. حيث يفيد سائقون يشعرون الغضب عن أفعال متهورة وخطرة في الطريق مثل عدم الحفاظ على البعد الآمن عن السيارة قدامك، والسرعة المفرطة والسياقة بثبات أقل. فسيتورط هؤلاء السائقون في حوادث طرق بمعدل مضاعف (!) بالمقارنة مع سائقين لا يشعرون الغضب أثناء السياقة. ويقدر بحث أمريكي آخر أن الغضب والعدوانية يلعبان أدوارا مركزية في أكثر من نصف من حوادث الطرق الأكثر قتلا في أمريكا.
وفي بحث للمعهد البحثي الهولاندي للسلامة في الطرق SWOV، أجريَ الفحص فوُجِد أنه هناك صلة شديدة بين الغضب والسلوك العدواني على الطريق. فالمقصود هنا سلوك قد يلحق بمستعملي الطريق الضرر الفيزيائي أو النفسي، وسلوك يتمثل بالعنف والخروج عن القواعد الأخلاقية.
وهناك بضعة أسباب في السلوك العدواني في الطريق: يتواجد سائقون كثار على الطريق فيرافقهم شعور من الغضب والعصبية بسبب حالات تحصل قبل السياقة أو أثناءها. حيث تعرّض هذه الشعورات تواجد السائق على الطريق للخطر وتجعله أكثر عدوانية واندفاعية. ويتمثل سبب آخر من أسباب الخطر بظروف الطريق. فتشمل حالات شائعة زحمات السير، والتأخيرات حين ظهور الضوء الأحمر في الإشارات الضوئية، ومخالفات تُرتكب من قبل آخرين تسبب في التأخير في حركة السير. ويجعل ذلك كله ومسببات أخرى السائقَ يشعر العصبية، والغضب والغيظ، مما يزيد على نحو ملحوظ من احتمالات تورطه في حادث طرق.
[email protected]